القصر ! بقلم صلاح الدين عووضة

القصر ! بقلم صلاح الدين عووضة


12-10-2018, 01:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544446361&rn=0


Post: #1
Title: القصر ! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-10-2018, 01:52 PM

12:52 PM December, 10 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ما أقسى ألا يجد الكاتب ما يكتبه..

*ما يكتب فيه...وعنه...وحتى حوله ؛ رعياً حول الحمى..

*وليست الموانع كلها حمراء بالضرورة...وإنما هنالك خضراء مسَّخها التكرار..

*فما معنى أن نكتب عن شيء كل يوم...ثم لا شيء يحدث..

*أو إن حدث - ونادراً ما يحدث - فبالقطارة ؛ مثل طحينة عمنا عبده...أيام الدراسة..

*فبعد أن نلتهم فول (كواب) نأتيه بغرض التحلية..

*فيسكب في وعائنا العسل المحلِّي...ثم ترتجف يده عند سكب الطحينة المستوردة..

*فتصطك (التمنة) مع الصفيحة...فالميزان...فالصحن..

*أو ننتبه إلى أن ما أُعطي نزراً باليمين أُخذ خمشاً بالشمال...كأن لم يكن (شيء)..

*وكمثال على ذلك تخفيض الوزراء...والوزارات..

*ثم ظهورهم - وإياها - بمسميات أخرى هي المجالس العليا...بالمخصصات ذاتها..

*أو نظل ننتقد...وننتقد...ثم ننتقد ؛ والقوم لا يسمعون..

*فإن سمعوا فكسماع حاج ماهر - ثقيل السمع - لصياح الناس عقب احتراق متجره..

*ومهرجانات السفه لم يُسمع صياحنا بشأنها إلا عقب احتراق البلد..

*ورغم ذلك فإن هناك من سيحزن لقرار منعها ؛ إيلا...ونانسي... والمقاولون..

*ومن لا يجد ما يكتبه يلفه الفراغ...ولا يدري ماذا يفعل..

*وفي اسكندرية حرن مني يوماً الذهن...والقلم...والفؤاد ؛ فخرجت بحثاً عن شيء..

*ما كنه هذا الشيء؟...لست أدري...فالمهم أي شيء..

*فقادتني قدماي إلى محل حلاقة فجلست...واستمعت غصباً عني لنقاش عجيب..

*وموضوع النقاش تركة لم تفصل فيها المحاكم بعد..

*ثم نقر على كتفي أحد المتناقشين مدمدماً (بص حضرتك...المسألة باينة ازاي؟)..

*فبصصت...فإذا بقصاصة جريدة غير (بائنة) الملامح..

*كانت صفراء باهتٌ لونها من شدة القدم.....وأعلاها تاريخٌ عامه (1947)..

*فنظرت إلى المدمدم وصاحبه...وضحكت لعثوري على (شيء)..

*وعنوانه (العجوز والحرص)...رغم إن صفة عجوز لا تُطلق إلا على المرأة..

*كان كل منهما بلا أسنان...ولا عينين...ولا حتى وجه..

*فالأسنان تساقطت...والعينان مغلقتان......والوجه لا معالم له مع التجاعيد..

*فقررت الرجوع إلى الشقة سريعاً للكتابة عن الشيء..

*ثم ارتأيت الهرب به إلى مكان يعينني على استرداد ذهني...وقلمي... وفؤادي..

*فاقترح علي سائق التاكسي أخذي إلى قصر المنتزه..

*وكل ما كنت أعرفه عنه إنه المقر الصيفي لملك مصر...إلى جانب قصور أخرى..

*ولكني لم أتخيله بكل هذه الفخامة...مع حدائق ذات بهجة..

*والملك فاروق هذا - وهو آخر ملوك الخديوية - كان في بداية حكمه بسيطاً..

*وأحبه الشعب لبساطته هذه...فضلاً عن إحساسه بهم..

*ولكن مع تطاول سنوات ملكه أخذ ينفصم عنهم - وعن الواقع - رويداً... رويداً..

*وما عاد يهمه (شيء) سوى (الحرص) على نفسه..

*والتمتع بالقصور !!!.




assayha