تحرمني !! بقلم صلاح الدين عووضة

تحرمني !! بقلم صلاح الدين عووضة


12-09-2018, 02:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544362853&rn=0


Post: #1
Title: تحرمني !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 12-09-2018, 02:40 PM

01:40 PM December, 09 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



زارني في الصحيفة قبل سنوات..

*كان يبدو حزيناً...وزالت عنه (نورة) الأيام الخوالي..

*أيام كان الطرب أصيلاً...والتلفزيون جميلاً...والضحك نبيلاً..

*أيام (تحرمني منك) ؛ ولم تحرمنا الحياة من أي شيء..

*الآن حُرمنا...وحُرم هو...وحُرمت حتى (تحرمني) من قوة الصبر على الحرمان..

*وكانت أغنية حزائنية...لتضحى موضة لبس فرائحية..

*ومنذ أن انزوى التلفزيون كئيباً وسط زحمة فضائيات جديدة لم أسمع هذه الأغنية..

*ولا التي كان يؤديها مصطفى سيد أحمد بقميص (تحرمني) ذاته..

*ولكني سمعت (غير محروم) يؤديها يوماً فازددت حزناً..

*كان مقطع فيديو له وهو (يحرمها) من كل مقومات الطرب...والحزن... والشجن..

*والمكان ؛ فندقٌ شهير بالخرطوم (2)..

*والزمان ؛ ليلٌ عكست أضواؤه الباهرة دموع (المحرومين)..

*والمناسبة ؛ فرحٌ مترعٌ بكل بواعثه المخملية..

*وسألت صاحبها - عبد العزيز المبارك - عن سبب الأسى الذي يكسو محياه..

*فأجاب إجابة كنت أعرفها سلفاً...ولكني أحببت سماعها منه..

*فالوطن ما عاد هو الوطن...والغناء ما عاد هو الغناء...والحال ما عاد هو الحال..

*كل شيء بدا غريباً عليه - يقول - عند عودته من الغربة..

*وما درى أننا عايشنا هذه الغرابة لحظة بلحظة...مذ كانت نطفة في رحم غربتنا..

*غربة الداخل التي لا تقل شعوراً بالحرمان من غربة الخارج..

*وكدت - على ذكر الحرمان - أن أناشده الترنم بأغنية (تحرمني منك)... لولا..

*لولا إنني خفت أن أشق عليه...وأرهقه من أمره عسرا..

*وعند وقوفي معه لدى الباب - مغادراً - طلب مني دعوته للغناء لي متى شئت..

*سواء كانت مناسبة فرح...أو مرح...أو لا مناسبة..

*ولم تأت هذه المناسبة إلى يومنا هذا...ولا حتى (لآتها) المانعة لحركة المناسبة..

*ولا أعلم إن كانت ستأتي أم لا...مع طغيان الأسى على الفرح..

*فإن أتت فسندعوه حينها ليسمعنا بتقولي لا...وتحرمني منك...وليه يا قلبي ليه..

*فنحن نعيش الآن زمان الغربة...والغرابة...والتغرب..

*أو مثل زمان جاء على لسان المبارك وهو يحيل كآبة معناه طرباً بجميل مغناه :

آه من جور زماني.....وما بي من نوائب..

سهران ليلي طائل...حارس بدري غائب..

*ومما زاد من وحشة زماننا أننا بتنا نغني لألحان الزمن الجميل (تحرمني منك)..

*فلا نسمع أحمد المصطفى إلا بصوت ابنه عز الدين..

*ولا نسمع الكحلاوي إلا بصوت نانسي...ولا رائعة حقيبة إلا بصوت (البندول)..

*ولا نسمع عبد العزيز المبارك إلا بصوت (غير المحروم) ذاك..

*فصبراً جميلاً صاحب المحيا الحزين...فسوف يأتي يوم (لا نُحرم فيه منك)..

*ولا يكون هناك حرمانٌ...ولا حارمين...ولا محرومين..

*ولا........تحرمني !!




assayha