اطلاق الاقمار الصناعية-تحت الرقابة العليا بقلم د.أمل الكردفاني

اطلاق الاقمار الصناعية-تحت الرقابة العليا بقلم د.أمل الكردفاني


12-07-2018, 01:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1544187200&rn=1


Post: #1
Title: اطلاق الاقمار الصناعية-تحت الرقابة العليا بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-07-2018, 01:53 PM
Parent: #0

12:53 PM December, 07 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





هناك توجه عام لبعض الدول النامية ودول صاعدة نحو ارسال اقمار صناعية ، لقد بادرت مصر قبل أكثر من عقدين ولحقت بها قطر والامارات ثم الآن السعودية وأخيرا نقرأ عن توجه مماثل لاثيوبيا أيضا. يبدو الأمر بالنسبة لي اقرب الى البروباغندا والدعاية الاعلامية أكثر من كونه توجها ممنهجا ، لأن الاقمار الصناعية ليست بالخطورة التي تبدو عليها خاصة عندما لا تتعلق بقضايا أمنية كالاقمار المخصصة للتجسس ، أو حتى الاقمار المخصصة للتجارب العلمية إذا كانت بنية الدولة التحتية للعلوم والتكنولوجيا لم تتأسس بشكل يجعل من انشاء قمر صناعي أمرا ذا بال. ومن ناحية تجارية لا تحقق الاقمار الصناعية في ظل -كثرة العرض- أي قيمة اقتصادية ترجى منها. انشاء هذه الدول لاقمار صناعية في ظل بنى تحتية علمية تكنولوجية ضعيفة يبدو لي كمن يشتري هوائي قبل ان يشتري تلفاز ، ويظل سعيدا مستبشرا به.
تجدر الاشارة إلى أن الفضاء ليس مباحا على إطلاقه فهناك اتفاقيات دولية treaties نظمت كيفية استغلال الفضاء الكوني ، وبالتأكيد كان للدولتين العظميين في ذلك الوقت نفوذهما الكافي لوضع بصمتيهما على أحكام هذه الاتفاقيات بما يحقق لهما الضمانات الكافية لاستغلال الفضاء على نحو لا يهدد الأمن والسلم وتوازن القوى بينهما.
فلنأخذ أثيوبيا مثالا ؛ وهي دولة لا تملك أي بنية تكنولوجية لتنطلق منها نحو الاستفادة لا علميا ولا تجاريا من انشاء قمر صناعي ؛ بل أن المكونات التكنلوجية الدقيقة اللازمة لذلك سستورد من الخارج لأن تصنيعها داخليا ليس فقط غير متوفر بل حتى لن يكون مربحا. فما الفائدة من أن يفكر شخص في بناء منزل قبل أن يفكر في شراء أرض ليبني عليها ذاك المنزل.
في الآونة الأخيرة بدت لي بعض القضايا والسلوك الدولي لبعض الدول ينزع الى الاستعراض. وخاصة الدول النامية أو تلك ذات الاقتصاد الريعي. والحقيقة أن الغرب ممثلا في اوروبا والولايات المتحدة ربما يسخر من مثل هذه الخطوات غير الممنهجة والتي تبدوا شديدة العشوائية والاستعراضية ولكنه يكتفي بالصمت مادام يحصل على الثمن. أفهم أن أثيوبيا قد حوصرت مؤخرا ببروباغندا كبيرة جدا ، بحيث أصبح الأمر مثيرا للسخرية لكن دول كدول الخليج العربي كان بإمكانها أن تقفز على الدعائية الى خلق بنى تكنولوجية مستقبلية ، كما فعلت السعودية اليوم عبر برنامج طموح للتحول الى دولة تستوطن الصناعات التكنولوجية. اي تحويل النظريات العلمية الى واقع يمثل موردا اقتصاديا للدولة. أما القفز على المراحل فلا معنى ولا قيمة له ، تماما كالزواج قبل سن البلوغ.
تحياتي.