سوء التغذية ، مع الأداء السيئ ! بقلم أيمن الصادق

سوء التغذية ، مع الأداء السيئ ! بقلم أيمن الصادق


11-30-2018, 10:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1543614903&rn=1


Post: #1
Title: سوء التغذية ، مع الأداء السيئ ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 11-30-2018, 10:55 PM
Parent: #0

09:55 PM November, 30 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]


قبل فترة قصيرة ناقشت هنا موضوع يتعلق بالتردي المريع الذي نعايشه ، وقد كانت مقدمته أن سردت أحد عوامل تدمير الإتحاد السوفيتي وبعض تفاصيل الحرب الباردة بين القطبين ذلك الوقت ؛ وهي أن إعتمد الطرف الآخر خطة بدأها بالحرص على أن يتولى زمام الأمور - وفي كل المستويات - من هم أقل كفاءة ، وهذا في كل مفاصل الدولة والخدمة فيها ، ودون أدنى شك أن بعضهم كان يعي مسألة أنه عامل هدْم وتدمير وهذه بحد ذاتها مصيبة ، وأما البعض منهم فلا يدري أنه مِعوَل ، وأدة للتخريب وإحداث الإنهيار فالمصيبة هنا أعظمُ ! .
ولولا أنني أُحسن الظن سادتي ؛ لَسلمتُ لفكرة أننا نمر بالظروف والأوضاع نفسها التي حدثت بالإتحاد السوفيتي وقتذاك ؛ بإعتبار أن أزمتنا الحقيقة الآن – ولن يصيبني الملل من تكرار هذا – هي أزمة قادة وصانعي قرار ، وإعتقد أنه لا يوجد تشخيص ، أو سبب آخر منطقي ومعقول ؛ لبلد إجتمعت فيه كل الموارد المتنوعة ، وجميع الخيرات وموقع جغرافي مميز ( جدآ ) ولكنها لاتزال مُقعَدة عن التطور ؛ والسبب بَنِيهَا ... ولو أننا توارثنا عُرف محاسبة المقصرين في حق الوطن لطالت الكثيرين اليوم ممن يتولون مقاليد الأمور تهمة الخيانة الوطنية العظمى ، بسبب التقصير في الأداء ، والإخفاق المتواصل والعجز عن تحقيق الرفاهية والعيش الكريم ( وليس الرغيد ) لشعبي الطيب الصبور .
ما أنا بصدده اليوم هو تعامل ، وتعاون المسؤولين مع برامج ومشروعات المنظمات الوطنية وبخاصة الأجنبية ، وبالرغم من أنه كثيرآ ما يتم في السابق الترويج والتسويق لمفاهيم تُحدِث عن أجندات وأغراض خفية للمنظمات الأجنبية ولست هنا للتحدث بهذا الخصوص طالما أنه هنالك جهات معنية بهذا الأمر ( تهتم وتراقب المنظمات ، بل وتنظم عملها ) فكثير من هذه المنظمات سدت نقص وفجوات كبيرة تتعلق بالأمن المائي والغذائي والإيواء ، والأدوية والكوادر الطبية خاصة في مناطق الشدة والحروب وبعض الهامش ، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مزايد أو مكابر ... فالمهم هو تعاون المسؤولين المحليين مع المنظمات ومكاتبها في إطار يحقق الفائدة ، والحرص على أن تبقى في المسار المرغوب فيه بعيدآ عن ما ذكرته أعلاه ، وهذا بالأساس يعتمد على معرفة وحنكة ودراية ( وكفاءة ) المسؤول ؛ وهي في الوقت نفسه صفات القائد التي تتمثل في تحقيق المنفعة والمصلحة من كل الظروف ، ويكسب كل الجولات مع كل الأطراف .
دعوني استدعي امرآ جرت تفاصيله بولاية القضارف ، حيث كان مقررآ أن يجري برنامج مسح يتعلق بمؤشرات أمراض سوء التغذية ، وسيجري المسح بناءً على مسح سابق تم في العام 2013 ، والهدف المساعدة في اتخاذ قرارت مستقبلية على ضوء المسح ووفق مؤشراته ، وهو ممول بالكامل من اليونسيف و يبدأ البرنامج بورشة تدريبية لحوالي ثمانية وأربعون مشاركآ بالإضافة لستة مشارك إحتياطي وقد تم تصميم برنامج المسح على إستمارات بأجهزة لوحية يتم تزويدها للمشاركين ؛ وما أن بدأ البرنامج حتى توقف والسبب هو وزيرة الصحة والتنمية الإجتماعية بالقضارف ؛ وذلك لإصرارها على إدراج مسح آخر منفصل ،و مع توقفها عند تفاصيل أخرى غير مهمة ( وفق التقديرات المنطقية العامة ) وهذا كان بمثابة نقطة خلافية أدت لتوقف البرنامج ، وحسب ما علمنا أنه تجري محاولات من مدير الإقليم الشرقي لليونسيف ( ويبحث عن فرصة ) للإجتماع بالوزيرة والوصول لحلول لمواصلة البرنامج والذي سيسهم كثيرآ في إنخفاض أمراض سوء التغذية والمشاكل الصحية والبيئية الأخرى .
أخيرآ .
فهمت من خلال حديثي مع بعض الكوادر الصحية والأُطر ذات الصلة عدم رضاءهم عن موقف الوزيرة ، ويحسبونة أحد العراقيل والتعقيدات التي تواجه العديد من الجهات التي تقدم خدمات كبيرة ، والتي يجب أن تكون الوزارة شريك لها ، وليست عائق ومانع .
نصيحتي للوزيرة بأن تتراجع عن موقفها وأن تسعى لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من منظمة دولية عملاقة مثل اليونسيف ، وأن الإنتصارات أولآ وأخيرآ يجب أن تكون للمواطنين فقط ، والأطفال ( ضحايا سوء التغذية ) .
ومع كل الخير .

--