هذا هو السياسي – بقلم هيثم الفضل

هذا هو السياسي – بقلم هيثم الفضل


11-20-2018, 05:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1542689495&rn=1


Post: #1
Title: هذا هو السياسي – بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-20-2018, 05:51 AM
Parent: #0

04:51 AM November, 19 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



أعجبتني مقولة أو تساؤل قرأته في مكان ما ، و ربما في إحدى نوافذ النشر الإلكتروني مفادها ( متى يفهم بعض الناس أن الأذكياء و المميزين من سياسيينا الذين جرّبوا حكم السودان على مدى تاريخه السياسي الحديث .. لا يستحقون أن يوصفوا بالنبوغ والتفوق و الذكاء ، لأن السياسي الذكي أو المتفوِّق أو النابغة ليس الذي يُفرغ مكنوناته الفكرية في تأليف الكتب و النظريات و الخطابات الهتافية ، بقدر ما يكون هو الأقدر على المساهمة الفعلية في خلق واقع زاهي و مُشرِّف لشعبه ووطنه ) .. هكذا ببساطة و من خلال تلك الكلمات الخالية من الفلسفة و التعقيد نستطيع أن نرى بوضوح ما ينقصنا نحن الشعب السوداني في مجال ترقية العمل السياسي و آدابه و أنماطه لتطويعه لأن يكون واقعاً فعلياً مُعاشاً يشعر به عامة الناس في تفاصيل حياتهم اليومية ، أما أن تظل السياسة فس مفهومنا العام محصورة في خندق الشعارات الفضفاضة و الكلمات المؤججة للمشاعر الوقتية و مشوبةً بالهتافية التي هي في الواقع بعض أضغاث أحلام أثبت التاريخ أن مآلها الفشل و الفاقة و التشرزم و ضيق الحال الإقتصادي و هوان مكانة البلد و الأمة ، و لأن السياسة أصبحت صناعة قرار و مخططات و توجهات و إلتزامات تجاه التنمية الوطنية الشاملة ، كان لابد إذا إعتمدنا مبدأ النظام الديموقراطي ، أن نؤمن أن مؤسسة الحزب السياسي هي البؤرة الأساسية التي تنتج الخطط و البرامج و الأوعية التنظيمية اللازمة لرفد البرامج بالمعاول الإدارية و الفنية و السياسية الكفيلة بتحقيقها في الواقع الميداني ، فضلاً عن كون المؤسسة الحزبية هي رافد تربوي و تدريبي ينبغي أن تخرج من بطونها كوادر قادرة على التفريق بين المخططات الإستراتيجية و بين المهرجانات الإحتفالية و الهتافية ، ولكن للأسف ما زالت عجلة الفهم المقلوب المنتجة للعقليات السياسية تعمل بنفس المفاهيم المغلوطة ، التي ترفع من مقام المواهب الشخصية للكادر السياسي و لا تأبه لتأهيله أو تدريبه على صناعة القرار السياسي الذي يُفضي إلى جعل الشعارات البرّاقة ملموسة واقعاً ملموساً و مُعاشاً في أرض الواقع ، يكفي الكادر السياسي بإسلوبنا السائد اليوم ليكون ناجحاً و لامعاً أو مؤهلاً لتقلد المناصب أو إدارة الملفات الإستراتيجية الحساسة أن يكون خطيباً لبقاً ، أو ذو مقدرات خاصة في فن التسلق و التأثير على الآخرين ، و حال حصوله على مقعد السلطة و صولجان القرار ، تتبدى للمتخصصين حوله من فنيين و إداريين في مواضيع شتى ، خلو قدراته و مؤهلاته و مواهبه من أيي موجهات تفرضها الحكمة و بعد النظر في ما يختص بتحويل الأفكار و الخطط إلى واقعٍ مُعاش ، نعم كل البلدان التي سبقتنا في مجال التنمية العمومية بكل تفاصيلها الإقتصادية و الفنية و السياسية صنع واقعها السياسيون و ليس غيرهم ، يجب أن يصنع السياسيون الحقيقيون ( إن وُجدوا ) .. مشاريع التنمية الإقتصادية على كافة إختصاصاتها ، هم المعنيون بسفلتة الشوارع و مجانية التعليم ، و أسعار الدواء ، و تكدس النفايات في الشوارع ، و هم المطالبون بإرساء قواعد مجانية العلاج و الدواء ، و هم المنوط بهم الحفاظ على وحدة الوطن و أمن المواطن و حراسة المؤسسات الوطنية للبلاد و الأمة ، هم مسئولون عن إعادة سودانير و مشروع الجزيرة سيرتهما الأولى و هم مسئولون عن الفقراء و الضعفاء و الذين يموتون في الريف و المدن جراء الفقر و الإهمال الصحي الرسمي ، هم مسئولون عن الأطفال و قضاياهم و الأمهات و مشكلاتهن و الآباء حين يصابون بالحيرة و العجز و إنعدام الحيلة.

هيثم 2.jpg