Post: #1
Title: كأنه هو!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-14-2018, 01:57 PM
12:57 PM November, 14 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *داهمته هذه (الحالة) مؤخراً..
*حالة إحساسه المخيف بأنه ما عاد (هو)..
*ويذكر جيداً كيف أن بدايتها كانت (قرصة) في ذراعه..
*فحين هب من نومه ليصلي الفجر وجد الفجر... ولكنه لم يجد نفسه..
*بل وجد كل شيء كما هو... إلا هو لم يعد (هو)..
*ويذكر كذلك كيف أنه أحس بألم القرصة... ولكنه لم يحس بذراعه تتبع له هو..
*أو ربما أحس بها... ولكنه لم يحس بعقله..
*أو قد يكون الذي لم يحس بوجوده إحساسه بوجوده هو ذاته..
*وفتح المصحف ليصادف آية وقف عندها كثيراً..
*آية (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك ........)..
*ومثل إجابة بلقيس كانت إجابته هو عن سؤال وجهه لنفسه بشأن (عرشه)..
*عرشه الذي كان على (ماء أحلام)... فتبخر..
*ثم انتظره ليتكثف... ويتجمع... ويبرق... ويرعد... ويهطل عليه (واقعاً ندياً)..
*ولكن انتظاره طال مثل طول ليل العاشقين..
*بل طال ليل انتظاره لفجر عشقه - هو ذاته - فثبتت نجومه كليل امرئ القيس..
*وطال ليل انتظاره لفجر اغترابه فلم يجن سوى (غربة الليل)..
*وطال ليل انتظاره لفجر ترقيته فبات (ليلاً يجنن) مثل ليل محمد سعيد دفع الله..
*وطال ليل انتظاره لفجر (الفجر)... فبدا له (طفلاً يحبو)..
*وأضحت لياليه كلها في مثل حلكة... وظلال... وسواد.... (حِنَّة الليلة ديك)..
*ومنذ فجر الليلة (ديك) لم يعد هو (هو)..
*أغلق المصحف ودخل حمامه الصغير ينظر إلى وجهه في مرآته المشروخة..
*عكس له الشرخ وجهاً أشد (أُلفة) من الذي (يألفه)..
*كان متغيراً نعم... ولكنه بدا له (حقيقياً) أكثر من الذي أُعجبت به حبيبته..
*أو الذي (كانت) تُعجب به قبل أن يعجبها (المسؤول)..
*وطارت منه إليه... كما طارت الترقية التي هو أحق بها منه إلى (قريب المسؤول)..
*ومثلما طارت فرصة الاغتراب بفعل (المسؤول) أيضاً..
*ومفردة (المسؤول) هنا لا تخص مسؤولاً بعينه... وإن بدا كلٌّ منهم (كأنه هو)..
*ومع مرور الأيام أخذ يشعر بأن شيئاً فيه يتغير..
*وطفقت حالة أنه ما عاد (هو) ترسم ملامحها على عقله... وقلبه... و(وجهه)..
*وصار يتجنب النظر إلى مرآته المشروخة..
*فلما بلغ به (التغرُّب) مبلغاً أليماً قرر أن (يثور) ولو مرة واحدة في حياته..
*ثورة على أرض الواقع... لا فضاءات (الأسافير)..
*ثم يضع حداً (حزيناً) لحياته هذه..
*قرر أن يصفع (أي مسؤول) في شخص (مسؤول وحدته)..
*ولكنه مُنع من مقابلته رغم تعريفه بشخصه... ورغم تحديق السكرتيرة فيه ملياً..
*وعلى مرآة المصعد واجهه وجهه... أو واجه هو وجهه..
*فتذكر جملة قالتها السكرتيرة وهو خارجٌ من عندها مغاضباً..
*قالت (والله كأنه هو !!!).
.assayha
|
|