Post: #1
Title: لعنة العرجون !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-07-2018, 01:55 PM
12:55 PM November, 07 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *سُئلت سؤالاً أربكني أمس..
*قال من كان يمشي معي - بالصدفة - (يا أستاذ نحنا ماشين وين؟!)..
*فانتبهت ؛ فإذا هو شابٌ ينضح وجهه أسىً... ويأساً..
*فانفلتت من فمي عبارةٌ لم تأخذ دورتها داخل عقلي (ونحنا ماشين من أصله؟!)..
*ثم اخترق نظري وجهه ؛ واخترق عقلي المكان والزمان..
*وأوجداني في زمان بعيد - وأنا صغير - أجهد عقلي لفهم أشياء ذات صلة بالمشي..
*وإلى يومنا هذا - وأنا كبير - ما زلت لا أفهم..
*ومنها حكاية جدتي لأمي - ابنة ساتي فقير - مع (مساكنتنا) الطيبة ؛ طيبة النفوس..
*أو حكايتهما هما معاً مع مشيٍّ على درب (لا يمشي)..
*وربما العكس صحيح ؛ بمعنى أن الدرب كان يمشي وهما لا... فهو إشكال غيبي..
*وإيليا أبو ماضي جعله إشكالاً فلسفياً في قصيدته الطلاسم..
*فقد أنشد متسائلاً :
وطريقي ما طريقي... أطويل أم قصير..
هل أنا أصعد....... أم أهبط فيه وأغور..
أأنا السائر في الدرب... أم الدرب يسير..
أم كلانا واقف........... والدهر يجري..
لست أدري...
*وربما كانت جدتي تطرح الأسئلة هذه ذاتها وقتذاك... ولكن بلغتها النوبية الرصينة..
*فقد كانتا - هي وطيبة - راجعتين من الغيط عصراً..
*وظلتا تمشيان على الدرب - أو هو الذي يمشي - إلى أن جن عليهما الليل..
*ثم انتبهت فجأة إلى العرجون الذي تحمله رفيقتها بيدها..
*فلما سألتها عنه قالت إنها انتزعته من نخلة (مطرِّفة) مرا بها عند حدود السواقي..
*فرجتها أن تلقي بها... وكان محض رجاء يائس..
*ولكنها فوجئت بانتهاء سؤال : أهما سائرتان أم الدرب يسير؟!.... و وصلتا..
*ولكن السودان ظل يسير لأكثر من ستين عاماً... ولم يصل..
*فهل هو يسير؟... أم الدرب الذي يسير؟... أم كلاهما واقف والدهر يجري؟!..
*أم تُراه يسير إلى الخلف مثل سيارة قُرقار... الجيب؟..
*فقرقار هذا كنا نزف عربته بأهزوجة (يا قرقار... فولك حار... فيه الشطة والشمار)..
*وفجأة حلت الحيرة محل الطرب لما رأيناها تسير (عكساً)..
*كان يمشي بها - أو تمشي هي به - في اتجاه الخلف أياماً... جراء عطلٍ ما..
*ولكنه - على أية حال - كان يصل... ولو بكثير جهد..
*وحين عاد نظري - وعقلي - من رحلتهما الماضوية هذه انتبها إلى الدرب..
*ثم انتبها إلى الشاب الذي كان لا يزال يمشي بجوار صاحبهما..
*فقد كان في انتظار إجابة (منطقية) عن سؤاله... ولم يجد سوى إجابة (غيبية)..
*إجابة انتزعتها من نخلة (مطرفة) عند حدود عقلي..
*وقلت : ربما السبب (عرجونٌ ملعون !!!).
assayha
|
|