عُلاي الفوق !! بقلم صلاح الدين عووضة

عُلاي الفوق !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-03-2018, 03:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1541256392&rn=0


Post: #1
Title: عُلاي الفوق !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-03-2018, 03:46 PM

03:46 PM November, 03 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ما عدت أحب الحديث في سياسة بلادي..

*ربما لإحساسي أنها باتت تتقازم... بينما أتعملَّق أنا ؛ أو قد يكون العكس صحيحاً..

*يعني إما أنني جيلفر في بلاد الأقزام... أو في بلاد العمالقة..

*ولكن الشعور الأول يبدو هو الأصدق... بدليل (مخرجاتنا) الآن في كل شيء..

*فهو تبدو (ضئيلة)... مقابل كلام (ضخم) عنها..

*ونهار أمس شاهدت - بمحض الصدفة - نقاشاً على عوامة عن لقاء هلال مريخ..

*وكان المذيع إماراتياً ؛ في سياق الترويج لكأس الشيخ زائد..

*والضيفان ؛ أحدهما - على ما أظن - وزير الدولة بوزارة الإعلام والثقافة..

*والثاني شاعر سوداني مقيم بدولة الإمارات المتحدة..

*قال المذيع إنه قد تم تحذيره من قدرة السودانيين على الكلام... فهم خطباء مفوهون..

*فصحت - لا شعورياً - من فوري (ما دي المصيبة ذاتها)..

*فليتنا لم نكن مفوهين... ولا ثرثارين... ولا (كلاَّمين)... ولا (نضَّامين) ؛ ليتنا..

*يا (ريتنا) لو لم نكن كذلك ؛ فهذه نقمة لا نعمة..

*والصعيدي يزمجر مطالباً أولاده برفع رأسه (فوق) جراء تفريط بنته في شرفها..

*وينطلق الأبناء ببنادقهم... وتظهر في غيابهم براءة البنت..

*ويعودون بعد فترة وكبيرهم يصيح (خلاص رفعنا راسك يابوي... تاويناها)..

*فيُفاجئهم أبوهم برد صاعق (يا ريتكم ما رفعتوه)..

*ويا ريتنا نحن - الآن - لو كنا (تاوينا) الكلام... ورفعنا رأس العمل (فوق)..

*وفي طاش ما طاش سخرية دائمة من كثرة كلامنا وقلة عملنا..

*والزميل عثمان ميرغني من أفضل ما كتب بزاويته سخريةٌ من (الكلام بالكيلو)..

*قال إن مسؤولينا يظنون أن الإنجاز بالكلام..

*فكلما كثر الكلام... وتطاول زمنه... وزاد وزنه... كثر الإنجاز وتمدد وتضخم..

*فتكون النتيجة أن يقل العمل... ويقصر... ويكش..

*هل رأيتم وزيراً أمريكياً أو بريطانياً أو حتى إسرائيلياً يتكلم عما أنجز... أو سينجز؟!..

*إنهم يفعلون ولا يتكلمون ؛ ثم يدعون أفعالهم هذي هي التي يتكلم..

*حتى إثيوبيا التي تجاوزتنا - إنجازاً - لا يتكلم وزراؤها..

*ووزير العوامة المستضاف تكلم أحرفاً أكثر من عدد ذرات مياه النيل التي تحته..

*ذرات الأكسجين والهيدروجين ؛ مع الفارق في القيمة..

*فهو - كعادتنا - كلام إنشائي بلا معنى ؛ (تشيله وترميه في بحر النيل هذا)..

*فيا (ريت) لو نترك الكلام وننصرف إلى العمل..

*فقد تعبنا من تدهور الحال... وتوالي الأزمات... وسياسة (رزق اليوم باليوم)..

*أما إن كانت هذه هي (قدرة) مسؤولينا فليأتوا بغيرهم..

*ليأتوا بعمالقة نسعد بالصعود لمقاماتهم بدلاً من أقزام نترفع عن النزول إلى مستواهم..

*فمنهم من أُفضِّل النظر إليه من (عُلاي الفوق !!!).




assayha