Post: #1
Title: كن أنت !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-01-2018, 02:02 PM
Parent: #0
02:02 PM November, 01 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *لكل منا بصمة أصبع خاصة به..
*وكذلك بصمة صوت... وخط... وضحكة... وطباع... وشخصية..
*فكن أنت كما أنت... ولا تحاول أن تكون سوى أنت..
*وكثير من أنصار الترابي - بالسودان - سعوا إلى تقليده في كل شيء..
*ومن هذه الأشياء ميلان الرأس لجهة اليمين عند الحديث..
*والله لو أن رأسك (تدلدل) بجوار كتفك فلن تكون حسن الترابي... أبداً..
*فليس في هذه الدنيا سوى ترابي واحد... وكذلك أنت..
*فكن أنت لا غيرك... واعتز بهذه (الأنا) في مواجهة أي (آخر)..
*وفي حزب الأمة أيضاً لاحظت محاولة العديد من (الأحباب) تقليد إمامهم..
*في كلامه... في سلامه... في ضحكته... وحتى في مشيته..
*ثم لا أحد منهم - بالغلط - يشبه الصادق المهدي ؛ مهما أحسن التقليد..
*ولا يعني هذا أنه أحسن منهم... ولكن لكلٍّ منا بصمته..
*وفي مجال الغناء - ببلادنا - مقلدون كثرٌ لكبار المطربين... وصغارهم..
*وإلى أن يترك أحدهم الغناء - أو يتركه - يبقى مقلداً..
*ومن غرائب هذا التقليد أنه قد يبلغ حد المحاكاة حتى في الحركات نفسها..
*وكذلك هنالك مقلدون في دنيا الأدب ؛ بضروبه المختلفة..
*وأسوأ أنواع هذا التقليد الأدبي الذي يتجاوز حدود المحلية إلى العالمية..
*ثم يكون أعمى ؛ تتلاشى فيه تماماً بصمة المقلد..
*وأعطاني شابٌ مرةً مسودة لباكورة انتاجه الروائي لإبداء رأيي فيها..
*فأرجعتها بعد فصل واحد وقلت له : كن أنت... لا تولستوي..
*وكان (هو) في الرواية الثانية... وكانت (هي) بنكهة سودانية خالصة..
*أما في مجال الإعلام الآن فالتقليد بات ظاهرةً لا تُحتمل..
*سواء المرئي...أو المسموع... أو المقروء ؛ وتحديداً تقليد اللبنانيين..
*صحيح أنهم غزوا وسائط العرب الإعلامية... وتمددوا فيها..
*ولكن ما من شعب عربي تأثر بهم - إعلامياً - إلى حد التقليد سوانا..
*وهذا لا ينم إلا عن شعور بعقدة نقص... وقابلية للاستلاب..
*فنحن تتبعنا سنن مدرستهم الإعلامية حذو القُذة بالقُذة..
*حتى إذا دخلوا جحر (هكذا) خرب دخلناه ورددنا معهم بدعة (هكذا أمر)..
*علماً بأن مدرستهم هذه تقلق سيبويه في قبره..
*ثم عطَّشنا الجيم مثلهم... وأبدلنا مفردة رئيسي برئيس ؛ ولم يبق إلا القليل..
*ومن هذا القليل (أعتذر منك)... و(بدِّي أتشكَّرك)..
*ولا أدري لماذا ترك مقلدوهم منا عبارتيهم هاتين ولم تجر بهما ألسنتهم..
*فإن فعلوا لاستحقوا أن نقول لكلٍّ منهم (إنت مو إنت)..
*وإلى ذلك الحين - وأتمنى ألا يأتي - نكتفي بنصيحة (كن أنت مو غيرك)..
*فالإنسان الذي يتخلى عن بصمته الخاصة يصير مسخاً شائهاً..
*فإن أجاد التقليد يكون (مسخاً رائعاً !!!).
assayha
|
|