جارة !! بقلم صلاح الدين عووضة

جارة !! بقلم صلاح الدين عووضة


10-28-2018, 02:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540734457&rn=0


Post: #1
Title: جارة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-28-2018, 02:47 PM

02:47 PM October, 28 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


هل منكم من شاهد فيلم (Triangle)؟..

*فمن لم يشاهده منكم فأنصحه بأن يفعل... فأحداثه تشابه كثيراً من أحداثنا..

*وكأننا نستقل السفينة ذاتها... في مثلث برمودا ذاته..

*أما أحداثها فتتكرر باستمرار ؛ وكذلك الوجوه... والحركات... و النقاشات..

*وأيضاً مشهد الانطلاق من الميناء... بضحكات الفرح نفسها..

*باختصار ؛ هي رحلة بحرية تجسد مقولة التاريخ يعيد نفسه... (شر) تمثيل..

*ولكن من بين ثنايا هذا الشر تنبثق كوميديا مؤلمة..

*ومنها تسليط كل راكب لآخر نظرات تكاد تنطق بسؤال (أنا شفتك وين؟!)..

*وكتبت مرة عن قصة أسرع دخول في علاقة... وخروج منها..

*فأحد رفقاء حينا لم يكن يحلم بمجرد تحية من بنت الجيران الجدد...ذات الحسن..

*فإذا به يحظى بقلبها - بعد شهر - دوناً عن المتهافتين عليها جميعا..

*فقد كان الوحيد الذي بيده مفتاح هذا القلب... وهو حديث الفن الآسر الذي يجيده..

*وكانت هي عاشقة للفنون إلى حد الذوبان وجداً في أحاديثه..

*وبعد شهر ثانٍ انتهت علاقة الحب هذه... إذ لم تكن تعرف إنه يجيد أمراً آخر..

*وكانت بداية النهاية - أو نهاية البداية - حينا تصادفا مساءً..

*هي قادمة من (جارة)... وهو آتٍ من (جارة) التي بأطراف الحي ؛ كعادته ليلاً..

*وعوضاً عن فرحة اللقيا - من جانبه - أخذ يحدق فيها ملياً..

*ثم انطلق لسانه - ثقيلاً - يردد (أنا شفتك وين؟... شفتك وين؟... شفتك وييين؟)..

*فكانت آخر (شوفة)... وآخر كلام..... وآخر تلاقٍ..

*وأضحى تساؤل (شفتك وين؟) هذا يذكرني بكلٍّ من الفيلم الكئيب... والرفيق العجيب..

*والآن صار هنالك شيء ثالث يذكرني به أيضاً..

*وهو وعود التقشف الحكومي... وسفريات الوفود... وخفض فارهات الدستوريين..

*فقد كثرت مثل هذه الوعود دون أن نرى إيفاءً بها..

*وعلى سبيل المثال كان وزير المالية علي محمود قد قال (سيارات جياد تكفي)..

*ففرحنا... واستبشرنا... وقلنا هذا ما كنا ننادي به زمناً..

*فلم يحدث شيء إلى أن خلفه بدر الدين محمود... فكرر الوعد وأضاف إليه آخر..

*قال (ليس السيارات وحسب... وإنما الأسفار الخارجية كذلك)..

*ففرحنا... واستبشرنا... وقلنا لعل الوعد يصدق على يديه..

*وأيضاً لم يحدث شيء... إلى أن جاء الوعد من رئيس الوزراء بكري بذات نفسه..

*ففرحنا... واستبشرنا... وقلنا (بس هيا دي) هذه المرة..

*ولكن لم يحدث شيء كذلك ؛ بل زادت أسفار (السياحة)... وكثرت فارهات (الميري)..

*وأتى الآن رئيس الوزراء الجديد - معتز - ليطلق الوعود ذاتها..

*فهل نفرح ونستبشر كما (الهُبل) على طول؟... أم ننتظر لنرى (صدق الوعود)؟..

*فإن صدقت - ونتمنى ذلك - نقول له (وسيارات النظاميين كمان)..

*وإلا فلنلتمس الطريق إلى (جارة !!!).




assayha