لا تضحك !! بقلم صلاح الدين عووضة

لا تضحك !! بقلم صلاح الدين عووضة


10-26-2018, 06:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540575804&rn=0


Post: #1
Title: لا تضحك !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-26-2018, 06:43 PM

06:43 PM October, 26 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*إن رأيت من يكلم نفسه أمامك فماذا تظن فيه ؟..

*ستقول بلا تردد : إما مجنون هو... أو مسطول... أو مفروس... أو مضغوط..

*ولكن كذلك كان يفعل عظماء ؛ في مجالات شتى..

*فلماذا نقبل التصرفات الشاذة من العباقرة ونستهجنها من تلقاء غيرهم؟..

*الإجابة عن هذا السؤال قد تحتاج إلى تفلسف مدعوم بعلم النفس..

*ولكن ما يهمنا هنا : هل يصح أن نسخر من غرائبية أفعال بعض البشر؟..

*ونبيح لأنفسنا - من ثم - أن نضحك منهم... وفيهم... وعليهم ؟..

*إذن ؛ كنت ستضحك كثيراً وأنت تبصر أحدهم يدخل على أصحابه من النوافذ..

*ولكن ضحكك لن يطول أمده فور أن تعرف هذا الشخص..

*بل ربما تحول إلى تقدير وإعجاب وانبهار.... أو حتى محاولة تقليد..

*إنه تشارلز ديكنز الروائي الإنجليزي الشهير..

*ونضحك نحن على شخص عادي إن نسي شيئاً مهماً ونردد طرفة (ياتو حالة؟)..

*ولكن توماس أديسون كان ينسى أحياناً حتى اسمه ذاته..

*ودوماً - لا أحياناً - ينسى طعامه... ونظارته... ومحفظته ؛ بل و(اسم زوجته)..

*ونسخر نحن من صاحب الصوت المشروخ حين يغني..

*بينما تمنى الكثيرون سماع غناء آنشتاين في الحمام ؛ وقد كان لا يغني إلا داخله..

*وتعجب زوجة صاحب نظرية النسبية من هذا التمني..

*فهي كانت تضطر - من شدة قبح وعلو صوته - إلى سد أذنيها بـ(طينة وعجينة)..

*ولكن أعجب من ذلك قصة مخترع لقاحات الجراثيم..

*فلويس باستير نسي - لا ترك فقط - عروسه ليلة زفافهما... ومضى إلى المختبر..

*وحين عثر عليه البعض هناك غمغم (آه حقاً ؛ لقد نسيت)..

*والضابط أنور السادات كان يخاف من القطار وهو (كبير)..

*وقبل أن يضحى رئيساً فر من السينما حين رأى قطاراً يأتي مسرعاً (نحوه)..

*فقد كان يظن أن القطارات تلاحقه هو بـ(الذات)..

*رغم أن صاحب البحث عن (الذات) اجتاح خط بارليف المنيع كما (القطار)..

*ويسخر بعضنا من الذين يبالغون في (التوهم)..

*تماماً مثل سخريتنا من زميل إسلامي يتوهم وجود خطر خارجي على كل شيء..

*على بلاده... وحكومتها... ومشروعها...... و(نفسه)..

*ولكن الأديبة مي زيادة تتوهم أكثر من ذلك ؛ فلا يسخر أحد..

*توهمت أن أديب الأدباء طه حسين يريد سرقة حليها... رغم إنه ضرير..

*فغرابة الأفعال تكون مقبولة من جانب العظماء..

*وما عداهم - من البشر - إما مجنون هو... أو مسطول... أو مفروس... أو مضغوط..

*وكثير من السودانيين - هذه الأيام - يأتون (أفعال العظماء)..

*فلا تضحك منهم... وفيهم... وعليهم..

*فقد تصير أحدهم !!!.


assayha