حمى القلم !! بقلم صلاح الدين عووضة

حمى القلم !! بقلم صلاح الدين عووضة


10-25-2018, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540472540&rn=0


Post: #1
Title: حمى القلم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-25-2018, 02:02 PM

02:02 PM October, 25 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*من الناس من يتنبأ بالموت في منامه..

*ولكن لا أحد منهم يسأل نفسه - أو يسأله آخر - عن حالته الصحية وقتذاك..

*سواء الفسيولوجية... أو النفسية... أو الفسيونفسية..

*فإن فعل - أو فعلوا - فسوف يتم التوصل إلى السبب ؛ وهو حتماً مرضٌ ما..

*هو شيء مثل مقولة (حلم الجوعان عيش)... مع فارق بسيط..

*فالجائع يحلم بطعام شهي... والمتوعك يحلم بمآل شقي ؛ يمكن أن يبلغ حد الموت..

*ومن تمظهرات هذا المآل الدم... أو اللحم... أو الذبح..

*ثم قد يكون هذا المآل يخصه هو ؛ أو يخص آخر مريضاً من أهله أو صحبه..

*فيقول أحدهم مثلاً : علمت أن فلاناً سيموت... رأيت خروفاً يُذبح..

*أو : سأموت قريباً... رأيت نفسي أعد إلى ما دون العشرة..

*أو : رأيت شجرتنا العتيقة تبقَّى من صفقها القليل... فسيموت لنا كبير عما قليل..

*علماً بأنه يكون مريضاً... ومن يرى قرب موته هو مريضٌ أيضاً..

*فإن صدق المنام - ولا أقول الرؤيا - فلا ينم عن تنبؤ صادق..

*وليست الحالة الصحية وحدها التي تؤثر على ما يرى النائم... وتُشكِّلها بمؤثراتها..

*وإنما الحالة البيئية أيضاً... مثل الطقس... والفرش... والمكان..

*فجوٌ منعش - على سبيل المثال - قد يجعل النائم يحلم بأنه (وسط الزهور متصور)..

*بينما آخر خانقٌ قد يجعله يحلم بـ(فريدي كروجر)..

*طيب ؛ ما الذي نريد أن نقوله بعد مقدمتنا الكئيبة هذه ؟..

*نريد أن نقول إن حالة المرء الصحية قد تؤثر سلباً على مجمل تصرفاته كذلك..

*ومنها مجال عمله ؛ أياً كانت طبيعة هذا العمل..

*سيما إن كان ذا علاقة بصحة البشر... كالأطباء ؛ أو مصيرهم...كقادة الدول..

*أما في مثل حالاتنا نحن - كصحافيين - فالأمر أقل خطورة..

*والدليل على ذلك كلمة زاويتي هذه التي أكتبها منذ أيام تحت تأثير حمى الإنفلونزا..

*والبارحة كانت الحمى أشد ؛ فخشيت أن تنتقل إلى القلم..

*فإن حدث هذا فسوف يرى قلمي المحموم كل شيء سوداوياً...ولن يكتب (بمنطق)..

*ولذلك رأيت أن أصوب سهام مداده نحو صدره... وصدر صاحبه..

*حتى إذا لم أحسن التعبير فلن أؤذي سواه... ونفسي..

*وما على القارئ سوى أن (يحتسب) ؛ بينما يصعب هذا على ضحية طبيب محموم..

*أو على شعب إزاء خطأ كارثي من تلقاء حكومته..

*أو على سكان عمارة انهارت على رؤوسهم جراء غلط تصميمي لمهندس محموم..

*وأنا أعتذر إلى القارئ اليوم بسبب حمى الجسد - والقلم - ليلاً..

*فإن لم يقبل فليعوِّض بـ(حمى ليلة السبت !!!).





assayha