قِفْ تأمل ، وقِفْ تَمَحْن !! بقلم أيمن الصادق

قِفْ تأمل ، وقِفْ تَمَحْن !! بقلم أيمن الصادق


10-21-2018, 06:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540144393&rn=1


Post: #1
Title: قِفْ تأمل ، وقِفْ تَمَحْن !! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 10-21-2018, 06:53 PM
Parent: #0

06:53 PM October, 21 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]


تشرفت إحدى أشهر الحانات بعاصمة دول اليورو ( بروكسل ) ليلة الخميس بخدمة وضيافة أربعة من الشخصيات المهمة ؛ ولكن لم يُحدِث إرتياد هذه الشخصيات للحانة أي حركة غير طبيعية ، ولم تتقدمهم دراجات نارية بسارينات أو سيارات النجدة والجيوش الجرارة من طواقم الحراسة الشخصية ، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أنه جلس بتلك الحانة في وقت متأخر من الليل رؤساء أربعة دول أوروبية هم المستشارة الألمانية ميركل ، والفرنسي إيمانويل ماكرون ، وإنضم إليهما كلُ من رئيسي لوكسمبورغ إجزافية بيتل وشارل ميشيل رئيس وزراء بلجيكا ، وجاءت جلسة صفاهم هذه طبعآ في أعقاب يوم مباحثات مضني ( او ما عُرف إعلاميآ بقمة البريكسيت ) .. والجميل في الأمر أن إجتماعهم على الحانة كان تلقائيآ بحسب أحد مساعدي ماكرون الذي أوضح : (..) أنه بعد منتصف الليل كان ماكرون وميركل يسيران نحو الفندق وفي الأثناء وصلت رسالة نصية لماكرون تدعوه وميركل لتناول مشروب بتلك الحانة والتي تقع بالقرب من الفندق ، وأن الأمر كان وليد اللحظة .
وقبل أشهر قليلة كتبت هنا بنصف الكوب تحت عنوان " سعادة البؤس .. ومعالي الأزمة " تناولت فيه أن الكثير من الرؤساء والزعماء بمنطقتنا – ولا استثني أحدآ - ربما يكونون مأزومين أو ربما في أوضاع نفسية غير مثالية بالنظر للضغوط الكبيرة التي يواجهونها ( على المستويات الداخلية والخارجية ) وأيضآ الملفات الكبيرة التي يمسكون بها ويشرفون عليها ، وهنا تفرض المقارنة نفسها ، و على العكس تمامآ نجد أن دول المؤسسات على تقع على زعماءهم ورؤساءهم مهمة الإشراف والمتابعة على كل شئ ، ونجدهم يستمتعون بعطلات نهاية الأسبوع ، وبممارسة الهوايات المختلفة كالعزف والسباحة ، والكتابات الإبداعية وكتابة المذكرات الشخصية ، ومقابلة الأصدقاء ، والسفر وكل شئ ، بينما تحمل لنا الأخبار أن زعماء ورؤساء المنطقة في حالة عمل دائم يتصل ليلهم بنهارهم ، وتستمر المكالمات في كل وقت وحين ، وحتى جلسات الأنس والسمر بينهم ( وأعني دائرة متخذي القرار ) تجدها تتسم بالتخطيط ، والشأن العام أو التمهيد لمخطط ، والحصول على التأييد أو إجتماعات التحالفات ( التكتلات ) والصفقات ، وكذا بل حتى الإعلام ينقلها ضمن النشاط الوظيفي لتلك الشخصيات .. وهذا من شأنه الإسهام في إحداث إضطراب وخلل نفسي بالتالي يؤثر على الأداء الوظيفي دون أدنى شك .
من المتفق عليه أن العمل بنظام دولة المؤسسات يريح كل الأطراف ويسهم في تقدم الأوطان ورفعتها وغير تلك الأنظمة التي يعتقد قادتها انهم يجب أن يسهروا ، ويستمر عملهم في كل وقت حين خوف المؤامرات والدسائس أو الإطاحة بهم من مناصبهم ( وهذا على المستويات الأخرى ) وفي الوقت نفسه مثل هذا السلوك يدمر الشخصية الإدارية والتفيذية وبالتالي وجودها على رأس العمل يُعد عامل تدمير ! .
قبل سنوات أعجبت بتصرف أوباما عندما دخل أحد المطاعم وطلب له ولمرافقية الوجبات ، وكم أدهشني إخراج محفظته من جيبه ودفع الحساب ... يضاهي ذلك وقوف رئيس وزراء لوكسمبورغ إجزافيه بيتيل وقوله أنه سيدفع حساب البيرة والبطاطا التي تناولها مع رفاقه بالحانة إحتفالآ بإنتخابه رئيسآ للورزاء لفترةو ولاية ثانية ( أي أن دافع الضرائب في لوسكمبورغ لا يتحمل حتى تلك المبالغ الزهيدة ) ! .
كما نٌقل عن أحد الذين رصدوا جلسة زعماء اليورو هذه ، وهو صحفي أوكراني قدم سؤال لميركل يتعلق بالبريكست فطلبت منه بلطف أنها أمسية رائعة يجب أن لا نفسدها .
والآن .
عزيزي المسؤول ( أو الزعيم ) هل حدث أن استمتعت بوقتك ( كاملآ ) من غير قلق أو التفكير في العمل ومتابعته ؟
بل هل استعطعت قضاء فترة الإجازة كاملة مع ممارسة هوياتك حتى وإن كانت الرسم والتلوين ؟
على الأقل سيدي هل تحمل معك محفظة نقود في حلك وترحالك .
هل استمتعت بالتسوق في المتاجر أو مراكز التسويق ( المحلية ببلدك !! ) وأكلت الطعام ومشيت في الأسواق بإطمئنان ؟ .
وإذا كانت الإجابة بنعم .. أهنئك عزيزي المسؤول على تمام صحتك ( النفسية ) وما يتصل !
أما إذا كانت الإجابة بلا ... لن أحدثك بما سيلحق ببلدك وشعبها ( جراء تواجدك على وظيفتك ) فقط أنصحك بأن تدرك نفسك .

الجريدة