واحد (مظبوط) !! بقلم صلاح الدين عووضة

واحد (مظبوط) !! بقلم صلاح الدين عووضة


10-21-2018, 03:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540130856&rn=0


Post: #1
Title: واحد (مظبوط) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-21-2018, 03:07 PM

03:07 PM October, 21 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*أرغب في رياضة المشي كلما مشيت القاهرة..

*أما هنا في الخرطوم فلا (أحس) بمثل هذه الرغبة أبداً..

*وربما السبب هو (الإحساس) بنظافة الأمكنة... والشوارع... والأجواء..

*فبعد نحو ساعة من المشي أعود نظيفاً كما خرجت..

*لا الملابس يعلق بها غبار... ولا الحذاء... ولا الوجه والعينان والشعر..

*وحين أفعل الشيء ذاته هنا (أحس) بأني عدت من المقابر..

*وفضلاً عن ذلك هناك ميزة (إحساس) الناس بأن ما تفعله أمرٌ عادي..

*لا أحد ينظر إليك شذراً... ولا عجباً... ولا فضولاً..

*هنا لا تسلم من ألسنة الناس - وأعينهم - إلا عندما (تسلِّم ) نفسك لتجاويف دارك..

*وعقب المشي - بالقاهرة - أجلس في مقهى تحت العمارة..

*وما أن يراني النادل حتى يصيح صيحته المعروفة (عندك واحد مظبوط)..

*فتأتي الابتسامة... والقهوة (أم وش)... وكوب الماء النظيف..

*والابتسامة هذه قل أن تجدها في مقاهينا وإن كنت زبوناً دائماً... لا عارضاً مثلي..

*وهذا بعض جميل الإحساس الذي نفتقده في بلادنا..

*حتى وإن كان إحساساً كاذباً فهو حتماً أفضل من (تكشيرة) صادقة..

*كم مرة تستمع لعبارات ذات إحساس خلال يومك؟..

*عبارات من قبيل شكراً... ومن فضلك... ولو سمحت... وآسف جداً؟!..

*وكم مرة تقولها أنت نفسك أثناء اليوم... داخل بيتك وخارجه؟..

*وفي اعترافات امرأة سودانية أن من مزايا زوجها شكره لها عند خدمته..

*فما أن تلبي له طلباً حتى يُسمعها عبارة (شكراً جزيلاً)..

*وعندما تأتي له بواحد قهوة (مظبوط) تجد في انتظارها واحد إحساس (مظبوط)..

*فالزوجة ليست ملزمة - ديناً - بخدمة زوجها..

*ونادل قهوتي بالقاهرة غير ملزم - عملاً - بالتبسم في وجهي مع رقيق التحايا..

*فليس من الذوق - إذن - عدم رد الإحساس (بأظبط) منه..

*والشعوب التي تضبط نفسها إزاء سياسات الإفقار على قادتها رد الجميل (ضبطاً)..

* (ضبط) ألسنتهم تجاهها... وهذا أضعف (الإحساس)..

*والسيسي مارس إحساساً (مضبوطاً) حيال شعبه أيام الأزمة..

*شكرهم على صدق (إحساسهم) بالوطن... وآلامه... وآماله... وتحدياته... ومستقبله..

*قال : تألمنا معكم... وجعنا معكم... وسنشبع - ونفرح - معكم..

*وبالفعل تجاوزت مصر أزمتها الاقتصادية سريعاً... وشبع الجنيه من بعد جوع..

*ومنتخبها يحقق انتصارات الآن في بطولة إفريقيا بهذا الإحساس..

*إحساس أن مصر أولاً ؛ لا أهلي... لا زمالك... لا إسماعيلي..

*فهل أحسسنا نحن بمثل هذا (الإحساس) لدى لاعبي فريقنا القومي... قريباً؟!..

*بل هل توجد (أحاسيس مضبوطة) في بلادنا أبداً؟!..

*حتى ساعاتنا كانت غير (مظبوطة) - حتى وقت قريب - على إيقاع الزمن العالمي..

*ونظل دوماً نفتقر إلى (واحد إحساس مظبوط !!!).





assayha