Post: #1
Title: مسألة كرامة!! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 10-20-2018, 04:23 PM
04:23 PM October, 20 2018 سودانيز اون لاين أيمن الصادق-sudan مكتبتى رابط مختصر نصف الكوب
[email protected]
هي المرة الأولى التي اتوقف فيها عند الإجراءات والقرارات الأخيرة التي جاءت بمعتز موسى رئيسآ للوزراء ، والذي أيضآ أصبح فيما بعد وزيرآ للمالية بعد أن إعتذر الخبير حمدوك ... بل هي المرة الأولى التي أذكر ، وأكتب فيها إسم رئيس الوزراء " معتز موسى " وصومي عن هذا ؛ ربما بسبب الإحباط الذي تسرب إلي ، وإلتزمت الصمت مكتفيآ بالمراقبة وأحيانآ تجاهل ما يجري لأنني حقآ لا أريد متابعة تفاصيل مزيد من الإنهيار والتردي ! كما أنني موقن أن السادة القراء ليسوا بحاجة لسرد القصص والتفاصيل التي أعدها مزعجة ومملة ؛ إذ أن التغييرات التي هي أشبه بلعبة الكراسي بدائرة مغلقة ، وعادةً تكون أن الذي لم يجد فرصة الجلوس على كرسي في إحدى الجولات ( بدائرة اللعبة ) مكانه هو كرسي الإنتظار ريثما يلتقط الجميع أنفاسهم وعندها يهيئ نفسه للإستقرار على ( كرسي ) ، وهكذا ! أما بالنسبة للقرارات الإقتصادية والسياسات ( الأخيرة ) التي تم تبنيها ، وبرأيي أنها تحتمل إما ، أو ( إما خابت أو جابت ) ستكون نتائجها معلومة لكل مواطن ولعلكم تلاحظون القلق الذي يجتاح الناس – خاصة من هم تحت وطأة الفقر - جراء السياسات الإقتصادية الأخيرة الكل في حيرة وتساؤل وخوف من يوم غدٍ ( من أن يحمل لهم زيادات إضافية في أسعار السلع الضرورية ، أو غياب لبعض الأدوية ( المنقذة للحياة ) بأرفف الصيدليات ، أو صعوبات ( أكثر ) في الحصول على الخبز ، والوقود وما يتصل ! ومن فرط التردي الذي وصلنا إليه أضحى مجرد طباعة العملة ، وتعبئتها في ماكينات صرف النقود إنجازآ ضخمآ ، أوحدث مهم ، ويمكنني حصر أو سرد كل او معظم الإجراءات السابقة التي أوصلتنا الى ما نحن عليه الآن ، والتي حذرنا منها عند إعتماد العمل بها ، وأجدني سلمت لشئ أصبح متكررآ ؛ وهو انتاج الأزمات بصورة مستمرة ؛ إذ أن أي تعامل مع أي ملف يُعالج بحلول وإجراءات تقود لإنتاج أزامات أخرى ( إضافية ) وهكذا منذ العام 2011 !! ومتاكد تمامآ أن متخذي القرار مدركين لكل هذه الأشياء ( حلولهم وإجراءاتهم التي تعني الخراب ، ومزيدآ من الخراب ) بإعتبار أن السياسات الإقتصادية والمالية لا يمكن تطبيقها في واقع إقتصادي مثل هذا ، فهي كالشئ ونقيضه ( كالحلال والحرام، التعمير والتدمير ، الخبيث والطيب .. الخ ) فالإصلاح الإقتصادي يكون بقرار سياسي ينطلق من الرغبة الصادقة في تبنيه ، من غير أن نستصحب معه أي مصلحة أو إعتبار آخر ، والذي هو قرار سيادي ، وكما أنه معلوم تمامآ من أين تكون نقطة بداية التغيير فمثلما للبناء أساس ثابت يقوم عليه ؛ فللتغيير نقطة محورية – و نقطة تأثير - تبدأ منه . المهم الآن الإجابة على الآتي .. متى يأمن المواطن – وليس المسؤول متخذ القرار - في مأكله ومشربه ، وملبسه ،ومسكنه ، وعلاجه ، ويطمئن من أنه قادر على الوفاء بإحتياجات ومستلزمات صغاره التلاميذ ؟ ... أو بالأحرى متى يأمن المواطن في الحصول على الحد الأدنى من مستلزماته الحياتية ( دون ان يشعر أن كرامته مهدرة ) ؟! أما الذي لن أسأل عنه ( لاني متأكد منه تمامآ ) ؛ هو ان متخذ القرار ، بعالم آخر ( بكوكب آخر ) غير مكتوي بالقرارات التي يصدرها ، ولا يعرف صفوف الغاز ولا الجاز ، ولم يمسك بورقة وصفة دواء ( روشتة علاج ) وعجز عن دفع ثمنها ، ولا يركب المواصلات ، ولا يقف عند بائع اللحم ، ولم يجرب الوقوف لساعات منتظمآ بصف للحصول على خبز ، وقطعآ ليس عنده فكرة عن سعر الزيت والدقيق ومسكول اللحمة . ! وعلى فكرة أدعوا المواصفات والمقاييس لإعتماد ( المسكول ) ضمن الأوزان والمعايير ؛ لأنه الإقبال على طلب المسكول أصبح كثيرآ . وأخيرآ .. إعتقد أن الأمر كله عند متخذ القرار مسألة إرادة ، ويجب أن يكون عند المواطن المغلوب على أمره مسألة ( كرامة ) !
الجريدة
|
|