Post: #1
Title: لقتلتهم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-20-2018, 03:04 PM
03:04 PM October, 20 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*في أمثالنا (ما يتحير إلا مغير)..
*ورغم جهلي بمعنى كلمة مغير هنا إلا أنني كنت (مغيراً جداً) أمس..
*ومفردة (جداً) هذه للتمييز بين حيرة أمس وأخواتها الدائمات..
*فنحن دوماً متحيرون... وطوالي (مغيرون)..
*ومن مثيرات حيرتنا - ومغصتنا - ذلك التكدس الفظيع في مرافق الدولة العليا..
*ما بين ولاة... ووزراء... ومساعدين... وبرلمانيين... ومعتمدين..
*وكذلك ما بين آليات... وهيئات... ومفوضيات... ومجالس موسومة بصفة (أعلى)..
*وقلنا إن هذا أحد أهم مسببات فقرنا... بخلاف عواره السياسي..
*ولا زلت أذكر يوماً صرت فيه (مغيراً) جراء حيرة شديدة منبعها وزارة العمل..
*فقد كنت أستكثر أصلاً وجود وزيرين بكل وزارة..
*إذ لا داعي لهذا العدد المهول من وزراء الدولة أصلاً طالما هنالك وكلاء وزارات..
*فإذا بي أكتشف - ذاك اليوم - أن وزارة العمل بها ثلاثة وزراء..
*ولولا أن ثالثهما (فتح خشمه) لما عرفت ؛ لا أنا ولا غيري..
*رغم أن وزارة العمل - في هذا الزمان - من الوزارات التي لا (عمل) لها..
*طيب دعونا من ذلكم كله... وخلونا في حيرة الأمس..
*فقط نستصحب معنا حكاية (الإفقار) هذه التي قلنا إنها إحدى إفرازات التكدس..
*فحسب علمي هناك جهتان معنيتان بالفقر... أو لنفترض ذلك..
*هما وزارة (الضمان) والتنمية الاجتماعية... ووحدة (خفض) الفقر بوزارة المالية..
*ولكن جهة ثالثة ظهرت لي أمس... كظهور وزير العمل الثالث..
*واسمها مفوضية (الأمان) الاجتماعي و(خفض) الفقر..
*يعني بدلاً من كلمة (الضمان) في اسم الجهة الأولى وضعت مفردة (الأمان)..
*أما مفردة (خفض) في الجهة الثانية فبقيت كما هي..
*وبذلك تكون هنالك جهات ثلاث - بسم الله ما شاء الله - شغالة في قضية الفقر..
*وكل واحدة منها بميزانياتها... وفارهاتها... وقياداتها... وموظفيها..
*فهل بربكم رأيتم خفضاً ؟... أو أماناً ؟... أو ضماناً ؟..
*إنها فقط مسميات لجهات تشبع من قليل قوت الشعب... وتغتني من مدقع فقره..
*وتُكسب العاملين عليها أماناً... وضماناً... وخفضاً لضغوط معيشتهم..
*أو بعبارة أخرى صريحة : أمكنة لأكل العيش..
*تماماً مثل مجلس الصداقة الشعبية العالمية رغم وجود وزارة للشؤون الخارجية..
*أو مثل صندوق دعم الطلاب رغم وجود وزارة للتعليم..
*أو مثل مركز دراسات المستقبل رغم (عدم) وجود دراسات... ولا مستقبل..
*وهنالك أشياء أعجب... مثل الشيء المسمى مجلس الولايات..
*وأتحدى أعضاءه إن كانوا يعرفون ما المطلوب منهم - ومن مجلسهم - بالضبط..
*وقديماً قال عليٌّ كرم الله وجهه : لو كان الفقر رجلاً لقتلته..
*وحديثاً أقول قولاً مشابهاً إزاء الجهات الثلاث هذه التي تُفقرنا باسم خفض الفقر..
*أقول : لو كانت رجالاً لقتلتهم !!!.
assayha
|
|