بريق الذهب بقلم د.أنور شمبال

بريق الذهب بقلم د.أنور شمبال


10-18-2018, 01:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539867452&rn=0


Post: #1
Title: بريق الذهب بقلم د.أنور شمبال
Author: أنور شمبال
Date: 10-18-2018, 01:57 PM

01:57 PM October, 18 2018

سودانيز اون لاين
أنور شمبال-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أحداث ومؤشرات





بريق الذهب هو اسم لاصدارة مالية جديدة من شركة الخدمات المالية احدى شركات بنك السودان المركزي بقيمة ثلاثة مليارات جنيه، مقسمة إلى ثلاثة ملايين وحدة (صك) وقيمة الصك ألف جنيه أو ما يعادلها ذهباً، وتتراوحالأرباح المتوقعة في عام فترة الاصدارة بين (25 – 35%) من رأس المال، الأمر الذي جعلها برقاً ساطعاً، مغرية للإستثمار فيها، لمن له نصيب من المال المدخر، خاصة وأن بنك السودان المركزي هو المشتري الأساسي لذهب صندوق الذهب الاستثماري الذي يعمل بصيغة المضاربة.

بحسب تفسيرات الشركة المصدرة في المنتدي رقم (118) لأكاديمية السودان للعلوم المصرفية تحت عنوان الاصدارة نفسها، فإن من أهداف اصدارة بريق الذهب وأولى أولوياتها جذب السيولة المتداولة خارج الجهاز المصرفي إليه مرة أخرى، بعد فقدانه الثقة، بحسب تجربة الاربعة أشهر الأخيرة، التي عجزت المصارف السودانية توفير السيولية لعملائها، والتكدس الكبير للجمهور أمام بواباتها وقتل الوقت عندها.

وأنا استمع إلى حديث المتحدثين، والجدال الفقهي في منتدي الأكاديمية، أعادت بى الذاكرة إلى المرحلة المتوسطة، وإلى حديث مكرور لشيخ (فَكِي) يقوله كلما وجد مجموعة من الناس، وهو يحلف بالله وبأغلظ الأيمان: أن الأخوان المسلمين، ليسوا بمسلمين، وإنهم فقط اخوانٌ للمسلمين، وإنهم لم ولن يقدموا للمسلمين ما يفيدهم لا في الدنيا ولا في الآخرة. ويحاججوه الذين لهم معرفة في السياسة، وعلم بالدين، ويأتونة بشواهد عملية، ثم لا يصغ إليهم في تعصب عنيد، ويمنّيهم بطول العمر، ليروا ويتدبروا مقولاته في واقع حياتهم.

هكذا تبدو اصدارة بريق الذهب، فهي بريق، وليست ذهباً، أي بريق معالجات ومسكنات مؤقتة للأزمة المالية، وليس الذهب المجمر، رمز الثبات والأصالة، والعلاج من الجذور. وهذا ما أثبته المنتدى، الذي ابدى بعض المحاذير. قال د.طه الطيب مدير عام بنك الاستثمار المالي (مدير المحفظة)، أن كل المقدمين للإكتتاب فيها، قدموا شيكات مصرفية، وليست نقود كما تهدف الاصدارة. بمعنى أنهم فكروا وقدروا أن يستفيدوا من نقودهم المجمدة في المصارف، باستثمارها، في هذه الاصدارة المغرية، وكانوا أذكى من صناع القرار. إنه فن اللعب بالاسماء البرّاقة، لتجربة مكررة بذات النتيجة. [email protected]