جمبوليلا ... !! - بقلم هيثم الفضل

جمبوليلا ... !! - بقلم هيثم الفضل


10-18-2018, 05:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1539838280&rn=0


Post: #1
Title: جمبوليلا ... !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 10-18-2018, 05:51 AM

05:51 AM October, 17 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


بعض الأحيان ورغم عثرات الحياة و تعقيداتها المتواصلة ، أجد نفسي مضطراً للتأمل في بعض التفاصيل الدقيقة للأشخاص و الأحداث بالقدر الذي يستغرقني وقتاً كثير ، طالما ما فقدت بسببه كثيراً من مصالح هذه البسيطة الزائلة ، ومن آخر تأملاتي ما صاحب تعليقاً لوالدي رحمه الله قبل سنين عديدة عندما قال لأحد أقربائنا ( مبروك البِنيه إن شاء الله تتربى في عزكم أها سميتوها منو ؟ ) فرد عليه صاحبنا قائلاً سميناها ( ومضة ) .. فإستنكر الوالد ذلك بالقدر الذي أشعرني بالحرج أمام الرجل فضلاً عن أنه أردف قائلاً : ( ومضه واحده بس .. معقول ياخي تسميها بما يعني سانحة ضوء واحدة و سريعة و زائلة ، ياخي ما تسميها ..ومضات.. و لا نور ) .. منذ ذلك اليوم صرتُ مُهتماً و متفحصاً فيما يقع في أذني من أسماء حديثة تبارى فيها الناس إستغراقاً في الغرابة أم رغبةً في الإختلاف و التفرد لا أدري و لكن هذا ما جرى أو يجري عليه الحال ، شيراز ، نرمين ، لينا ، رتاج ، رنا ... ألخ و مع إحترامي للأباء و الأمهات الذين سمَّوا بناتهم أو حتى أبناءهم الذكور بمثل هكذا أسماء ربما بحثاً عن التميُّز غير أنه من الواجب أن نشير إلى أن الإسم هو نوع من التمييز القائم على مندوبات أهمها سهولة النطق و جزالة المعنى و سمَّو حالة التشبيه و الإشارة ، فكلما كان الإسم غريباً في نطقه ، بعيد المنال في معناه لعامة الناس و بسطائهم ، كلما كان أقل تأثيراً في إشاراته الإيجابية للمتعاملين معه للوهلة الأولى ، بعض الناس هم في الأصل من المتخصصين و الضليعين في علوم اللغة العربية و فرعياتها المختلفة ، و هم في الواقع مُلِّمون بمفرداتها القصيه و العصيه بالقدر الذي يدفعهم أيضاً بحثاً عن التفرد إلى ( التطرُف ) في إختيار أسماء لبناتهم و أبنائهم هي في الحقيقة بالنسبة للمُتلقي بمثابة إمتحان عسير و مباغت في مادتي النطق و معاني الكلمات ، جميلٌ جداً أن تُسمي فلذة كبدك بإسم غير متداول و لا مُستهلك و هو ممكن إن تحلينا بالصبر و إجتهدنا و أشركنا الغير و طلبنا المساعدة ، أما أن تطغى المُحاكاة و الرغبة في الإختلاف على المندوبات الشرعية و العرفية للإسم بالقدر الذي يجعلك تحتاج إلى قاموس اللغة العربية لمعرفة معاني الأسماء و مدلولاتها فذاك لا مُحالة عيبٌ و إنتقاصٌ كبير ، يعني بالدارجي كده يا أخوانا ده تقصير كبير في حق البنات و الأولاد ديل يعني قاموس العربية الفصيح و الفسيح ده خلاص كِمل من الأسماء البسيطة في نطقها و عميقة في معناها ، و الله أنا خايف واحد تعجبوا الجملة الفاتت دي و يسمي بتو ( عميقه ) ، و بما أن كثير من الناس ليس لديهم سِعة الوقت و الصدر لممارسة تأملاتي في الأسماء المستحدثة هذه الأيام و خصوصاً للإناث ، و لا يكترثون مثلي لمعانيها و مدلولاتها أو نطقها نطقاً صحيحاً ، لكن سوف لن تعدم أمثالي من ( المُستغاظين ) بهذه الظاهرة في مناسبة ما ليدور بينهم و بين و والد المولودة الحوار التالي ( المغيوظ : مبروك ياخي .. المولودة الجديدة سميتا منو ؟ / الأب : باريفاز / المغيوظ : يعني شنو ؟ / الأب : ده صوت كُحة الهُدهُد الحيران ساعة غروب الشمس ) أو نفس الحوار في مكان آخر ( المغيوظ : مبروك ياخي .. المولودة الجديدة سميتا منو ؟ / الأب : جمبوليلا / المغيوظ : يعني شنو ؟ / الأب : صوت ورق الشجر الناشف لما ياكلوه الغنم في موسم نضج اللالوب ). يا أخوانا أهدوا شويه !!

هيثم 2.jpg