*سمعت به من على البعد لكنني لم أتعرف عليه فيماعرفت شقيقه عبدالله في لقاءات مجتمعية ومناشط ثقافية، وقبل أسبوع من وفاته سألت عنه شقيقه فقال لي إن المرض قد إشتد عليه في الاونة الأخيرة. *إنه أحد أبكار المهاجرين السودانيين هو وأسرته إلى أستراليا بعد هجرته الاولى في سبعينيات القرن الماضي إلى ليبيا ومنها إلى القاهرة، له كتابات متفرقة مشحونة بحب السودان وأهله، وقد تبارى في نعيه عدد من الأصدقاء إضافة لنعي الحزب الشيوعي وسوداناب الثقافية بسدني. *لن أتحدث عن حراكه السياسي إبان وجوده بالقاهرة قريباً من التجمع الديمقراطي ولا عن حراكه الحزبي في استراليا، لكنني اتوقف عند بعض مواقفه المجتمعية وسعيه مع غيره من المهاجرين الأوائل لجمع المكونات المجتمعية تحت مظلة سودانية جامعة. *إنه فقيد السودان والجالية السودانية بأستراليا حسن النور الذي إنتقل إلى مثواه الأخير في هذه الفانية يوم الإثنين الموافق الخامس والعشرين من سبتمبرالماضي وفي اليوم التالي صلى على جثمانه لفيف من أبناء السودان في استراليا بمسجد علي بن ابي طالب. *لم أتمكن لظروف خاصة المشاركة في وداعه إلى مثواه الأخير بمقابر المسلمين بكامبل تاون، لكنني حرصت على حضور العزاء الذي مساء الثلاثاء بصالة بحنين المنيا بأوبرن التي شهدت حضوراً نوعياً من كل ألوان الطيف السوداني في استراليا وهم يتبادلون العزاء مع أسرته وفيما بينهم. *هكذا إستطاع حسن النور تحقيق حلمه في جمع كل ألون الطيف السوداني في يوم وداعه، في إشارة واضحة لإمكانية تحقيق التطلعات المعلقة في سماء الرغبات لقيام مظلة سودانية جامعة تضم كل المكونات السودانية في أستراليا. *هكذا جاءت لحظة الموت لتوقد شمعة الأمل في إمكانية اللقاء على كلمة سواء بين أهل السودان في أستراليا للحفاظ على هويتهم السودانية في دولة التعددية الثقافية والإثنية التي تتطلب التعايش والإنسجام مع كل المكونات المجتمعية الأخرى، وليس الذوبان الذي بدأ يتجسد في الاجيال الناشئة الأكثر حاجة لهذه المظلة السودانية الجامعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة