شمال كردفان..سينطلق منها التمرد... رسالة إلى الحكومة الصماء بقلم د.أمل الكردفاني

شمال كردفان..سينطلق منها التمرد... رسالة إلى الحكومة الصماء بقلم د.أمل الكردفاني


10-04-2018, 02:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1538658262&rn=1


Post: #1
Title: شمال كردفان..سينطلق منها التمرد... رسالة إلى الحكومة الصماء بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 10-04-2018, 02:04 PM
Parent: #0

02:04 PM October, 04 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






قبل أكثر من خمسة عشر عاما ؛ انتهج النظام منهج التطنيش ، تطنيش مطالب أهل دارفور ، تطنيش مطالب اهل النيل الأزرق ، تطنيش مطالب جنوب كردفان ، تطنيش مطالب المناصير ، تطنيش المحكمة الجنائية الدولية ، تطنيش المجتمع الدولي... تطنيش الشعب المسحوق...
ما ترتب على هذا التطنيش:
- انفجار الحرب في دارفور.
- انفجار الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان.
- انفصال الجنوب.
- ضياع موارد الدولة.
- الوضع في لائحة الارهاب السوداء.
- الخنق بالحصار الاقتصادي.
- ضرب مصانع السلاح.
- قصف المصانع وقصف مناطق الشرق من اسرائيل.
- خسارة كل علاقات الدولة مع دول العالم من المحيط الاقليمي العربي والافريقي وحتى اقاصي الغرب.
وها نحن نصل الى حيث افضى هذا التطنيش بنتائجه بؤسا وانهيارا اقتصاديا وانهيار العملة وتخبط السياسات وارتفاع الاسعار ، وانهيار الصناعة والزراعة وانعدام الأمن والتمهيد للوضح تحت انتداب الدول الدائنة....
لم افهم لماذا لم تتعامل الحركة الاسلامية بشقيها داخل وخارج السلطة مع القضايا الجوهرية بجدية ، لماذا لم يستطع كوادر الحركة الاسلامية الاتصاف بسمة رجل الدولة أكثر من الاتصاف بلص خزانة الدولة.
وهاهي الآن شمال كردفان تموج وتضطرب ، أهالي شمال كردفان لن يتحملوا أكثر من ذلك ، وهم ليسوا كأهالي الشمال النيلي المستسلمين لسكين مقصلة تطنيش النظام لحقوقهم.
اتجهت سياسات النظام لنزع اراضي أبناء شمال كردفان عبر ما يسمى بالباجة ، اراضي ام روابة وما يحيط بها وغيرها من اراضي تاريخية تملكها أهلها منذ ما قبل المهدية تحاول الحكومة مصادرتها ، رغم الاعتراضات المتواصلة والتي حاول فيها الأعيان ضبط اعصاب رعاياهم ومريديهم ، وما اسفر عن ترسيمات الحكومة الخيالية من كوارث وصراعات دموية بين الرعاة والمزارعين.
السيد وزير الداخلية الجديد نفسه وهو بزعي من شمال كردفان يعلم تماما المقتلة التي حدثت بين القبائل هناك واحكام الاعدام -بالعشرات-التي لم تنفذ حتى اليوم ، ليس هذا فحسب ، ففي صباح البارحة داهمت قوات الشرطة منزل أحد ابناء الهوارة الشهيد صديق بشير حسين الهواري واردته قتيلا ، وهاهم أبناء قبيلته يعيشون حالة من الغضب نتيجة تصرفات غير مسؤولة كان بالامكان تجنب نتائجها بقليل من الحكمة حتى ولو كان مبررها تنفيذ القانون.
فتلك مناطق شديدة الحساسية ، تجمعت فيها كل اسباب التوترات والقلق جراء تصرفات الحكومة الرعناء ، والتي تثير دهشة كل عاقل حين لا يفهم لماذا لا تدار هذه الدولة -إن كانت حقا دولة- برجال دولة.
رجل الدولة يا سادة هو من يبني قراراته على أساس المصلحة العامة مستهديا بمعلومات تفصيلية عن الطبيعة الديموغرافية للمناطق مصب القرار ، وعلى فهم للمكون الثقافي الاجتماعي لتلك الأقاليم ، وتاريخها السياسي ، والمحددات الاقتصادية والمعرفية التي تنعكس بسقفها على فعل ورد فعل السكان ارتفاعا واتضاعا... قبل أن يتخذ رجل الدولة القرار ؛ ليكون ذلك القرار في الزمان والمكان المناسبين وبالقدر الموضوعي المناسب لحل الأزمة.
وقد قال الشاعر قبل ألف سنة:
ومن الرجال إذا استوت أحلامهم
من يستشار إذا استشير فيطرق
حتى يجول بكل واد قلبه
فيرى ويسمع ما يقول فينطق
ولكن هانحن بعد ألف عام من زمان ذلك الشاعر لا نجد رجال دولة يفهمون حتى معنى هذين البيتين من الشعر.
القرارات تتخذ بعشوائية ، فتكون نتائجها كارثية ، وبدلا عن أن تحل مشكلة ، تخلق عشرات المشاكل الأكثر خطورة من المشكلة الأصلية.
ألا ترون ذلك معي في ما رشح من قرار قادم بتعويم الدولار ، في دولة محاصرة حصارا غير معلن عنه ، دولة منهارة القطاعات الاقتصادية ، دولة استنزفت غطائها من العملة الصعبة ، دولة تنزف انعداما للأمن من العصابات التي تسرح وتمرح باسلحتها في كل مكان فتحلق شعر هذا وتجلد ذاك.
بالله عليكم أي خبال عقلي لدى من يحكمون هذا البلد ، وما لهؤلاء القوم لا يستبينون نصحا بل ولا يحبون الناصحين. ويقولون لمن يهدهم سبيل الرشاد لا نحب المتطهرين. فإلى أين بربكم المساق؟.
أهالي شمال كردفان ساخطون جدا ، وهم يتحملون انعدام التنمية بل والحد الأدنى من البنية التحتية وانعدام الماء النظيف والكهرباء ، بل حتى الاتصالات تنعدم عندهم ، وفوق هذا قرارات الحكومة العدوانية غير الرشيدة لمصادرة أراضيهم التي أحيوا مواتها قبل مئات السنين ، فهذا نذير بؤس لما هو آت... إن استمتعت الينا الحكومة فلها وإن استمرأت ممارسة سياسة التطنيش فعليها ثم تعلم بعدها أي منقلب إليه سينقلبون.
ألا هل بلغت....اللهم فاشهد...اللهم فاشهد...