Post: #1
Title: هفتان !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-28-2018, 02:14 PM
02:14 PM September, 28 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*دعتني ميرفت للغداء بشقة أسرتها يوماً..
*وكنت حينها بمصر ؛ وهي زميلة جامعة... ثم دراسات عليا..
*وفوجئت بطواجن تملأ المائدة ؛ إلى جانب الفراخ... والبامية... والسلطة..
*وأمها ترتدي مريلة مطبخ لا أعلم من أين أتت بمقاس حزامها..
*وقفزت إلى ذهني - فور رؤيتي لها - صور هوانم رضا... بمجلة صباح الخير..
*وزوجها لا يقل عنها ضخامة... ولكنه كفأر ضعيف أمام (الست)..
*ليس من حيث المقارنة في الحجم ؛ وإنما من حيث (حجم) الشخصية..
*فقد كانت هي الآمرة الناهية... حتى عليه هو (راجل البيت)..
*وبلغ من هوانه عندها أن نهرته ليسكت عندما أخذ يسألني عن بلدي... وأهلي..
*زمجرت في وجهه (هوَّ ده وقته ؟... كُل وانت ساكت)..
*فالوقت وقت طعام ؛ وربما كان من فلسفتها الغذائية (لا كلام مع الطعام)..
*ولكن رغم اسكاتها لبعلها لم تسكت هي عني لحظة..
*كانت تنظر إلى (حجمي) ؛ ثم تردد (كل يا ضنايا... انت ما بتاكلش ليه؟!)..
*مع إن ابنتها في حجمي ذاته... ولكنها حتماً (موعودة)..
*وخلص (واجب) الغداء الثقيل بعد فترة خلتها دهراً من الزمان..
*ثم جاءني صوتها من المطبخ مغمغماً (هوَّ ماله خطيبك ده هفتان كده يختي؟!)..
*واستوقفتني كلمة (خطيبك) ؛ فأنا لا خطبت... ولا فكرت..
*ليس لعيب في بنتها ؛ وقد كانت جميلة... ذكية... مهذبة...... و(زي الفل)..
*ولكن البياض (المنصوري) يثير اشمئزازي... ولا أحبه..
*وزميل دراستي الثانوية - عبودي - كان قد دعاني لغداء مماثل... قبل ذلك..
*وهو - في ذلكم الوقت - كان في حجم زوج (الست)..
*وكان يشبه نجم أفلام رعاة البقر في (ترينيتي) - بد سبنسر - إلى حدٍ لا يُصدق..
*واستغل هو هذا الشبه الغريب فبات يجسد شخصيته بالمدرسة..
*وكان التجسيد خلال الحصص - بالذات - يدخلنا دوماً في مشاكل مع الأساتذة..
*نعود إلى الوليمة - بحي التوفيقية - وأقول إنها كانت مثل (تلك)..
*بل إن سؤال (ما بتكلش ليه ؟) هو نفسه... من غير (ضنايا)..
*والغريب في الأمر أنه لم يكن هناك سوانا ؛ فقط أنا وهو... وبيننا (المحمر والمقمر)..
*ثم شاءت الصدف أن نلتقي - مؤخراً - من بعد طول افتراق..
*وبالكاد تعرفت عليه ؛ فلم أر أمامي حجماً... ولا عرضاً..... ولا بد سبنسر..
*ولكن بقيت الضحكة ذاتها... والبياض (غير المنصوري)..
*وشرح لي السبب ؛ فقد جاء برأسمال من الخارج لاستثماره هنا في الداخل..
*وما بين مماطلات... ومعاكسات... وعمولات... (انسدت) نفسه..
*وبعد أشهر بئيسة صار هكذا ؛ هفتاناً كصديقيه (ترانس هل)... وأنا..
*فغمغمت لا شعورياً (يا ضنايا) !!!.
assayha
|
|