يا حليلو !! بقلم صلاح الدين عووضة

يا حليلو !! بقلم صلاح الدين عووضة


09-24-2018, 03:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1537798455&rn=0


Post: #1
Title: يا حليلو !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-24-2018, 03:14 PM

03:14 PM September, 24 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*من أشطر وزراء مالية بلادنا الهندي..

*والشريف حسين هذا كان وزيراً للمالية في حقبة الديمقراطية الثانية..

*وفي زمنه كان جنيهنا يزيد عن الثلاثة دولارات... بقليل..

*وهو الذي طبق - رغم قوة عملتنا حينئذ - سياسة التقشف الحكومي بمنتهى الصرامة..

*وخصص - في سياقها - سيارة واحدة لكل وزير..

*وكانت من ماركة همبر الرخيصة... مقارنة بموديلات ذاك الزمان..

*والمهم في الموضوع إنه كان قليل الكلام... جداً..

*وطبق - حرفياً - مقولتنا السودانية (السوَّاي ما حدَّاث)... وهي حكمة بليغة..

*ولم يكن هنالك سببٌ واحد لانقلاب (مايو)... سوى حب السلطة..

*فكل شيء كان على أحسن ما يكون... والديمقراطية موعودة بمزيد من (التمكين)..

*وعاصمتنا اُختيرت من بين الأنظف - والأجمل - عالمياً..

*وطائرات (سفريات الشمس المشرقة) تجوب سماوات العالم... بكل زهو..

*وسفننا... وبواخرنا... وقطاراتنا ؛ كلها في غاية الروعة..

*وحقوق الإنسان مصانة...لا ينتزع قانونٌ بالشمال ما يعطيه آخر باليمين (تحايلاً)..

*إذن ؛ فالشريف الهندي كان ينجز... ولا يتكلم..

*وفي زماننا هذا - الذي لا يشبه ذاك - بتنا نتشاءم بالكلام الكثير من تلقاء المسؤولين..

*وفي منطقتنا كانت هنالك امرأة تُكثر من مفردة (يا حليلو)..

*والسبب في ترديدها هذه الكلمة - ليل نهار - زوجها... وأبناؤها..

*فقد كانت لديهم مقدرة (عظيمة) على اجتراح الأفكار..

*ومقدرة (عقيمة) على إنزال تلكم الأفكار إلى أرض الواقع... فظل حالهم (واقعاً)..

*وكلما يفشل ابنٌ في أمرٍ - من بعد كثير كلام - يمرض..

*فتقول والدته للناس عند السؤال عنه (والله ياهو داك راقد... يا حليلو)..

*وفي مرةٍ كان هنالك فشل جماعي... الوالد وأولاده معاً..

*فطفقت المسكينة تقول لكل سائل عن غيابهم (والله راقدين كلهم... يا حليلهم)..

*والآن هنالك كثير كلام من تلقاء مسؤولينا... ولا عمل..

*وأسوأ أنواع الفشل - وأشده إحباطاً - هو الذي يأتي عقب تحديد سقف زمني..

*فمنهم من لا يكتفي بكثير الكلام وحسب... وإنما يضرب موعداً..

*وفي البال المئة يوم التي صرخ بها حاتم... بملء حُنجرته..

*وانقضت الأيام... وبقي (الزيرو)... وبقي محمد حاتم بكل براءة الأطفال في عينيه..

*ومعتز يسير الآن على النهج ذاته... منذ لحظة تعيينه..

*لا يتكلم كثيراً فقط ؛ وإنما يُطلق وعوداً يقيدها بأزمان... من شدة ثقته في نفسه..

*سواءً باعتباره رئيساً للوزراء... أو بحسبانه وزيراً للمالية..

*والثقة بالنفس تتعارض مع الظهور بمظهر إنسان (مهتز)... لا يكاد يُبين..

*ودوننا حديث (الصدمة) الذي تم التراجع عنه... كمثال..

*وربما يُذكِّرني - عما قريب - مسؤولٌ آخر بعبارة (أهو داك راقد... يا حليلو)..

*و.......(يا حليل كل واحد منا) !!!.



assayha