⁨حكومة السودان الجديدة: من العنصرية المناطقية إلى الدكتاتورية العشائري⁩ بقلم ادروب سيدنا اونور

⁨حكومة السودان الجديدة: من العنصرية المناطقية إلى الدكتاتورية العشائري⁩ بقلم ادروب سيدنا اونور


09-18-2018, 03:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1537280239&rn=0


Post: #1
Title: ⁨حكومة السودان الجديدة: من العنصرية المناطقية إلى الدكتاتورية العشائري⁩ بقلم ادروب سيدنا اونور
Author: Adaroub Sedna Onour
Date: 09-18-2018, 03:17 PM

03:17 PM September, 18 2018

سودانيز اون لاين
Adaroub Sedna Onour-
مكتبتى
رابط مختصر


ثبت الآن ,وبما لايدع مجالاً للشك , أن سياسات النظام السودانى المنهار ليس بينها وبين المنطق والعقل والواقعية سبب أو نسب . ومع إيماننا الراسخ وقناعتنا التى لا تتزعزع فى إستحالة إستيلاد نظام ديمقراطى تعددى من رحم دكتاتورية قمعية إقصائية ,إلا أننا لم نكن نتصور أو نتخيل –مجرد تخيل- أن التغيير الذى إرتقبه الشعب طويلاً ,يمكن أن يسفر عن هذه الحكومة الشّلاء الشوهاء ,يفرضها علينا هذا الشؤم القنخر الذى دهينا به عام 1989فيُخرج لنا نهارا جهارا, ,صراحاً براحاً هذه البضيضة من البضاعة الكاسدة لإسلاميى السودان ,زاعماً أنها حكومة قومية مٌجمع عليها , وهو عنها راض ٍ لأنها ترضى الله و الناس ؟ متجاهلاً رغبة الجميع وصاماً أُذنيه عن تسمّع رأى الناس فى حكومته التى لن تصمد طويلاً ,و مبدياً غير قليل من عدم الإكتراث والتشامخ الغبى ,متوهماً فى نفسه وفى من حوله أهمية وشآنة ليست لهم . وهذا دليل على أن قادمات الأيام ستشهد أياماً صعبة وشديدة الوطأة , بما يفوق إحتمال الفئات المسحوقة من فقراء السودان فى كبريات المدن ,ناهيك عن الأرياف الذى اقفرت من ساكنتها, الذين يطوقون خواصر المدن الكبرى ويبيعون المياه ,فى بلد كان ,قبل مجىء دعاة الأسلمة للحكم ,يعتبر أهله من أشهر باذلى الشربة والمضغة والظلة على وجه الكرة الأرضية بلا من أو أذى ,ويسفلون ويسترذلون من ينتظر مقابلاً لمنحهم لمستمنحهم. المضحك فى التشكيل الأخير أن الإختيار وقع على كادر سودانى من خارج المنظومة الحاكمة التى إنبهمت السبل أمامها تماماً , فلم تعد ترى حتى مواطىء أقدامها,أما المفارقة فهى أن النظام نسى أو تناسى أن من يستنجدون به ليدلهم سواء السبيل, هو نفسه من وتروه بطرده من وظيفته التى كان يستحصل قوته من شغلها , حين وثبوا على السلطة بليل وإختطفوها. وهاهم أُولاء يستصرخونه الآن بعد أن توحلوا فى أوحال عجزوا عن تشوف مخارج منها بعد 30 سنة من حكم مطلق من الإستبداد والفساد والقتل الجزافى وإستباحة كل شىء وعدم التزاجر عن الجرائم المروعة التى إجترموها فى حق الشعب السودانى الطيب المسالم , وهى جرائر وأوزار هم وحدهم سيتحملون كل تبعاتها ولو بعد حين .ومصيبة الفئة المتسلطة الآن هى أنها فى حالة غيبوبة, مستغرقة فى الوهم –ماتزال- تبذل الوعود السراب والتكذب على النفس والناس دون أن تتلعثم أو يرمش لها جفن . فبدلاً من تخفيف غلواء سياساتها المجنونة المدمرة لمن بقى حياً من أهل السودان, بعد عقود من التنكيل والتقتيل ,هاهى تدمغ كل صوت يصدر من خارج فسطاطها ,بأنه متواطىء مع مناويئها ويقود حملة ممنهجة لتفزيع الناس وتنفيرهم من مشروعها الحضارى المزعوم . مايؤكد أن الفوضى وفلتان الأمور ليسا إحتمالان متوهمان ,بل إحتمالين محتملين جداً جداً . لأن إستفراد البشير بالأمر تحت حماية الأجهزة الأمنية وأهله ,أدى إلى تشظى مايسمى بحزب المؤتمر الوطنى إلى مجموعات وفئات لايربط بينها رابط ,تتكون من جماعات حزبية ومجموعات فئوية يقودها قادة قبليون ومشائخ يدعون-حتى إشعار آخر؟ - موالاة النظام إستبقاءً لمصالحهم عنده ,ومتى أفلس النظام أو بانت عليه مظاهرالوهن والإضمحلال ,سيتركونه لمصيره ويوالون غيره . وهذه الولاءات المتحركة والتخلخل التنظيمى والتضارب فى المصالح بين مكونات الجماعة المتحكمة , صبت فى مصلحة البشير الذى يدأب الآن فى التخلص من خصومه بشتى الوسائل(إحالة للمعاش,حادث حركة,إنتحار ,إعفاء من المنصب الخ) هذا بينما عزلة النظام الخارجية والمحلية تتفاقم,ليس بعدم إشراكه فى الشئون التى تخص الإقليم ,بل حتى فى شئونه الداخلية . فالدول كلها ,حتى التى كانت تعتمد على السودان, لها مناديب يمكنهم الإلتقاء بمن يشاؤون فى الوقت الذى يحددونه, والوفود البرلمانية وأجهزة المخابرات الدولية لها حضور كثيف ,لتراقب عن كثب مجريات الأُمور لتتحسب للمآلات , إن وقعت الواقعة التى يتوقعها الجميع إلا الفئة الحاكمة التى تتكاسر القحاف الآن وتشتجر لإقتسام الكنوز المسروقة من المال العام , التى تباهى بها أمين ح. ع . ذات يوم ,حين قال لمحرر صحيفة اليوم التالى: حزب المؤتمر الوطنى أغنى حزب سودانى ؟ أما مكانة السودان وتأثيره فى المحيط الإقليمى ونفوذه إلى آخر الأُكذوبة التى تتمضغ بها أجهزة النظام فحدث غير متحرج , إذ يمكن فضحها ودحضها بإيراد الشواهد ذوات العدد على كذبها ,وأولها تنظيم الولايات المتحدة لمناورات (النجم الساطع) قبل أيام فى البحر الأبيض المتوسط بالإشتراك مع مصر-الشقيقة الأزلية والحليف الموثوق.- والأُردن والسعودية التى إنضم النظام لحلفها فى حرب اليمن العبثية ,ومجموعة دول أفريقية شملت حتى بورندى ..., وتم تجاهل السودان ؟ أما الفضيحة فهى فى إشراف السعودية على إصلاح ذات البين وإبرام إتفاقية سلام وتعاون بين إرتريا وأُثيوبيا فى مدينة جدة, وبحضور الأمين العام للأُمم المتحدة نفسه ,وتم تجاهل النظام السودانى, مع أن السودان يجاور الدولتين و يعنيه أمرهما تماماً, إن صلحاً أو حرباً , ولكن لم يطلب منه أحد الحضور أو المشاركة للأسف ؟ومع ذلك تستمر أبواق النظام فى التغنى بمعزوفة تحقيق السودان للسلام فى الجنوب لوحده , بعيداً عن الشركاء والرعاة والممولين, . وهاهى الأنباء تترى عن بوادر فشل التدابير الإنقاذية التى لاتتغيا غير عائدات النفط . أما مايتردد عن إعتزام النظام تسقيف قيمة الدولار الأمريكى لكبح جماحه, وكأنه عملة سودانية, والحديث الممجوج عن رفع الدعم (المرفوع أصلاً و منذ عقود ) فستكون النتيجة المحتومة لهكذا إجراءات –إن نفذت- تسريع سقوط النظام. فهنيئاً للوزراء الجدد الخانعين, الذين إرتضوا طائعين القبوع فى الرطمة والوقوع فى الورطة ,مع تمنياتنا لهم بمكث لن يطول فى شجواء المشروع الوهم ,فليستمتعوا قليلاً بالنُهنة (التصبيرة؟) فى إنتظار الدعوة للوليمة الكبرى ,إن إستبقت فى الخوان شهاوة مشائخ المشروع الحضارى - للدرهم والدينار- فضل عطية لمستعط .
.