اعتذار حمدوك ..... ومكان الأزمة بقلم حيدر ابو قيد

اعتذار حمدوك ..... ومكان الأزمة بقلم حيدر ابو قيد


09-17-2018, 10:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1537219236&rn=1


Post: #1
Title: اعتذار حمدوك ..... ومكان الأزمة بقلم حيدر ابو قيد
Author: حيدر ابو قيد
Date: 09-17-2018, 10:20 PM
Parent: #0

10:20 PM September, 17 2018

سودانيز اون لاين
حيدر ابو قيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



على اثر اعتذار حمدوك انشغل الرأي العام السوداني من موقف الرجل باعتباره من ذوي الكفاءات التي لا يمكن ان يقبل بمنصب وزاري لما للرجل من مواقف جريئة في معارضة السياسات المتبعة حالياً في تساؤلات الإصلاح السياسي والاقتصادي ، ويعتبر اعتذار حمدوك جزءاً من مجموعة اعتذارات تقدمت بها عدد ممن كلفوا في مهام وزاري سواء في الحكومة الحالية او في حكومة الوفاق في نسختها السابقة ، و برغم اختلاف المبررات ومداخل الاعتذار إلا انها تُنبي بأن السياسة الكلية المتبع حالياً في إدارة دولاب الدولة وطرائق مواجهة تساؤلات السلطة غير سليمة ولا تأتي مساحات الكافية للمقدرات والإبداع الفردي للوزراء من ذوي المقدرات الكفاءات إن وجد .

ولما نرجع بالبصر كرتين ستتبين دون مآربة الخلل البنيوي التي تصحاب إدارة الدولة ومواجهة تساؤلاتها المختلفة ، وتبين كذلك ان الأزمة الحقيقية ليس فيمن سيتولى الوزارة ولكن ستتجاوز ذلك إلى غياب الإرادة الحقيقية في التغيير والتوجه نحو صراط الإصلاح الحقيقي التي بالضرورة تتطلب اصلاحات سياسية واقتصادية تتجاوز كثير من المناهج والطرائق المتبعة حالياً وشخوصها المنفذة وهذا ما لا يتوفر في الوضع الحالي لما للسلطة المركزية من رغبة في الاستمرار في لأطول الفترات الممكنة دون حصر لما آلت إليه ضيق الأفق السياسي والتدهور الاقتصادي وصعوبة في معاش الناس .

حالة واحدة هي التي بها يمكن ان نتأمل في شغل اصحاب الكفاءات والاقتدار ليس فقط في الاستوزار ولكن في بلورة الرؤى والسياسات المتكاملة التي يمكن ان تعبر بالسودان إلى ما يحقق آمال وطموحات الشارع السوداني والمقدرة في الاجابة على تساؤلات السودان في الاصلاح السياسي والاقتصادي والخدمي وطرائق إدارتها وضخ وسائل جديدة ومبدعة تمكن من مجاراة تساؤلات اللحظة والمستقبل القريب والبعيد مع توفر إرادة حقيقية في إصلاح القوانين واللوائح التي توفر الالتزام بنفاذها ومحاربة بؤر الفساد ومكامن التجاوزات القانونية والإدارية والمالية ، دون ذلك فإن الحديث عن الكفاءات وذوي الاقتدار هي مجرد تطمينات يمكن بها بيع الوهم للشعوب وشراء مزيد من الوقت كضمان للإستمرار في حكم لا غير .

حيدر ابو قيد