هل تغيير الوجوه في النظام الفاسد يمكن أن يؤدي لتغيير حقيقي؟ بقلم علي محمد حمد

هل تغيير الوجوه في النظام الفاسد يمكن أن يؤدي لتغيير حقيقي؟ بقلم علي محمد حمد


09-10-2018, 03:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1536590014&rn=0


Post: #1
Title: هل تغيير الوجوه في النظام الفاسد يمكن أن يؤدي لتغيير حقيقي؟ بقلم علي محمد حمد
Author: علي محمد حمد
Date: 09-10-2018, 03:33 PM

03:33 PM September, 10 2018

سودانيز اون لاين
علي محمد حمد-Amsterdam-NL
مكتبتى
رابط مختصر




منذ إنقلابه على النظام الديمقراطي يمضي نظام عمر البشير من فشل الى فشل
في إدارة الدولة السودانية. لم ينجح النظام في شئ قدر نجاحه في إيقاظ
النزعات القبلية والعنصرية والتي قادت في النهاية الى فصل الجنوب وتهدد
بقاء الدولة السودانية. وشهدت الدولة في عهد هذا النظام تدميرا منظما لكل
البني التحتية ومشروعات التنمية الكبيرة التي قام عليها إقتصاد بلادنا.
وحتى البترول الذي نجحت الانقاذ في إستثماره، دخلت المليارات من عائد
إسثماره في منظومة الفساد، وإنتهت في بعض البنوك الأجنبية. ولم تستفد
بلادنا منه شيئا، وكان أجدى بقائه في باطن الأرض أملا في أن تستفيد منه
الاجيال القادمة بعد سقوط النظام الفاسد وإستعادة الديمقراطية ودولة
المؤسسات.

قبل حدوث إنقلاب عمر البشير، كانت بلادنا تتمتع بجهاز خدمة مدنية راسخ،
أسهم في تأسيس الخدمة المدنية في عدد كبير من الدول في الجوار العربي
والافريقي، وكانت قوة ونزاهة هذا الجهاز كفيلة بكشف كل فساد يطرأ على
الجهاز الحكومي، فنال كل الطلاب فرصا متساوية في الالتحاق بالجامعات التي
كانت تقوم على أسس راسخة ونظام تعليمي متقدم، وكانت النتيجة مئات آلاف
الخريجين المؤهلين في كل المجالات، الذين رفعوا سمعة السودان في كل
المؤسسات الدولية التي عملوا فيها. كانت النتيجة نظاما حكوميا ينحاز لكل
المواطنين دون تفرقة، ويسعى في خدمتهم. قامت حكومة عمر البشير بتدمير
الخدمة المدنية وكان طبيعيا نتيجة لذلك أن يستشري الفساد في كل مرفق
وتتخلخل كل أسس الدولة وتضيع حقوق الناس الضعفاء. تراجعت دولة المؤسسات
أمام دولة الحزب الفاسد، أمام دولة أسرة رئيس النظام وبطانته الفاسدة.

لن تحل مشكلة بلادنا بمجرد تغيير الوجوه وإنتاج نفس الفشل بطبعات جديدة.
لن تحل المشكلة سوى بذهاب النظام ووقوف كل من شارك فيه أمام القضاء
العادل النزيه، لا حل سوى إستعادة النظام الديمقراطي، ورتق النسيج
الاجتماعي وإستعادة الخدمة المدنية بكل تراثها القديم، أما محاولة حقن
الحياة في شرايين النظام الميت بوجوه جديدة، غارقة كلها في مستنقع
الفساد، فلن يقدم شيئا سوى زيادة معاناة أهلنا وهي التي وصلت حدودا غير
مسبوقة، وتزايد فرص تفكك وطننا.

Ali Mohammed Hamat - Amsterdam