كشف التنقلات فى البحر الاحمر يكشف التوجه والوجه العنصرى للإنقاذ بقلم ادروب سيدنا اونور

06:45 PM September, 08 2018

سودانيز اون لاين
Adaroub Sedna Onour-
مكتبتى
رابط مختصر

نعم , لقد سقطت كل الأقنعة وإنكشف المستور وبدأت الهمسات المتوترة تنسال –على إستحياه- من أفواه أعضاء مايسمى بالحركة الإسلامية من أبناء الشرق الذين أمضوا دهراً وأفنوا عمراً فى موالاة هذه الحركة العنصرية المشبوهة ,دون أن يتعظوا بما جرى لخليل إبراهيم وبولاد ,فجنى عليهم جهلهم وتجاهلهم وألبسهم ثوب معرة لن تبلوه الأيام . مع أنه كان واضحاً لكل ذى بصر وبصيرة عنصرية هذه الجماعة عندما إستغنت عمن تم إستغفالهم بإشراكهم فى إنقلابها المشئوم على الحكومة المنتخبة عام 1989 مهما كان رأى الناس فى ديمقراطيتها ,فبعضاُ إغتالتهم وبعض آخر نحتّهم ومنحتهم وظائف أدنى ,وجاءت بأهل ثقتها وأحلتهم فى الوظائف الحساسة دون جدارة أو إستحقاق, فإستباحوا المال العام وعاثوا فساداً وإغتنوا فبنوا العمائر الشواهق ناسين ومتنكرين للأكواخ والأبنية الحقيرة والأحياء الفقيرة التى شبوا وترعرعوا بين جُدرها الطينية ,دون أن يحاسبهم أحد من ذويهم الذين صارت مقاليد البلاد بأيديهم ,والذين تصامموا وتعاموا عن جرائمهم ,ففشت السرقات والإختلاسات ,حتى أصبحت لاتلفت نظر أحد . بل بلغ إضاعة حقوق الشعب حد أن من تثبت عليه تهمة إختلاس المال العام بالشهود والأدلة يتحدى أن يجرؤ أحد على محاكمته ,بل يهدد ويتوعد بجر آخرين متواطئين معه بالسكوت أو الإشتراك الجنائى,لينتهى الأمر بتسويات هزلية وإصدار أحكام قُضى فيها بالمجاملة والمحاباة وتكون نتيجتها التبرئة . لهذا لم نستغرب ماحدث ومايحدث وماسيحدث فى ولاية البحر الأحمر,بعد أن لم يترك لنا مدير الميناء ووالى البحر الأحمر مبرراً أو عذراً نعتذر به عن سكوتنا على هجمتهما الضارية والمتزامنة على أهل الشرق ,التى لايمكن وصفها إلا بالعنصرية والإستهداف القصدى المبيت والممنهج . فمدير الميناء الجديد لم يخف نيته او يداريها بإعتزامه إستبعاد أهل الشرق من المرفق الوحيد الذى لا يشكلون فيه سوى نسبة لاتزيد على العشر فى المائة من القوى العاملة ,ومع ذلك فقد إستكثر عليهم هذه النسبة الهزيلة الضئيلة فصدصد منخله وهزه حتى نخلهم من مواقعهم ,حارماُ إياهم من تحصيل الرزق حتى من المرفق الوحيد الذى يقع فى أرض أسلافهم ,فالرجل إنما جىء به - خصيصاُ-للإستفادة من خبراته فى تمرير حاويات المخدرات والنفايات الكيميائية المميتة ,وهاهو يمضى فى جد ومضاء ليلحق المئات من أبناء المنطقة بكشوفات أُعدت بإنتقائية للتخلص منهم وطردهم ,حتى إذا جاء من يودون شراء المرفق أو إكترائه لم يرتفع صوت بالرفض . وهذا مايجب التفطن له جيداُ لأن الزبائن جاهزون- كما تهمس مجالس المدينة ,ولن يجيئوا جيئة الضيف العاتم . أما السيد الوالى فقد خرج علينا بتشكيل حكومى يمكن تسميته ب(سمكك لبن تمر هندى)فالوالى الهمام يدرك –ولابد- أن الأقدار هى من سودته على أغنى ولاية فى البلاد ,وأن دولته المنبوذة التى وصلت أزمتها الإقتصادية إلى درك سحيق معزولة ومنهارة ,فإن هو إهتبل السانحة التى واتته على غير ترتيب منه ,ونفذ مايطلبه منه من إنتخبوه ونصبوه على الولاية لإحكام عكام وعصام موارد الولاية وحجبها عن مستحقيها ,فلن يحنكه أحد عن إيلاج منقاره وإدخال منخاره فى معلافة المال السائب فى الولاية الغنية بمساعدة حكومتها الفاسدة ومجلسها التشريعى الأضحوكة .لذلك إستبعد والينا كل من يمكن أن يعكر أويكدر عليه الرعى فى حروات الجبايات والأتاوات الولائية ,دون أن ينكشف أمره أو يفتضح سره ,كما حدث لسلفه فيطير كما طار ,وهو ماتحسب له جيداُ ففحص ومحص البطانة –اولاُ- كما تقتضى الفطانة ,قبل غشيان المرعى الجهيد الذى جهدته الغواشى وغشيته مراراُ المواشى وألحت فى رعيه حتى أنهكته ,ونضبت المعادن النفيسة والخسيسة وقلت حركة الصادر والوارد ,بعد أن هجرها أصحاب التجربة والدراية .بيد أن الولاية تبقى الأفضل مقارنة بولايات البلاد الأخرى التى يتطلب إنشاء فصل دراسى في بعضها إستنفار الكبير والصغير وإطلاق الصفير وإعلان النفير (وحملات تحويل رصيد لهاتف الوالى العبقرى الخ؟)ومهما يكن من أمر , نحمد الله أن الجميع قد عرفوا الآن الوجهة التى ستتخذها حكومة الولاية الجديدة والإدارة الجديدة للموانىء . لهذا نتوقع ممن يهمهم الأمر التحرك لتغيير هذه المعادلة الظالمة والمسار العنصرى للرجلين ,بتفهم الواقع وأبعاده بجزئياته وكلياته المجحفة فى حق أهل المنطقة ,لأن السكوت على الظلم سيغرى الظالمين بالتمادى فيه ,ومن يدرك سنن التأريخ ومسيرة البشرية وحركة الكون ,سيدرك بلا عناء ,أن السبيل الوحيد لإزالة الظلم يكمن فى مناهضته ومقاومته وليس مساومته ,لأن مقاومة الظالمين البغاة والجبابرة الطغاة هى سبيل الرسل والأنبياء والأحرار كما يعلمنا التأريخ.وبعد, أتمنى أن لا ينبرى لى من يصفنى بالعنصرية كما يفعل بعض من لايرون الحقائق ويؤذيهم إن تشوفها غيرهم .
ادروب سيدنا اونور .