Post: #1
Title: ديك الجن !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-31-2018, 02:03 PM
Parent: #0
02:03 PM August, 31 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *هذا اعتراف بعد عقود من الزمان..
*فقد كنا دفعة معجونة بماء الشياطين... في فصل اسمه (الغزالي)..
*وكبيرنا - أو إبليسنا - هو الزميل صديق إبراهيم..
*ولكنه كان شيطاناً جميلاً؛ يجيد الغناء... والتمثيل... وكرة القدم..
*وفي يوم بلغ (جِنُّه) هذا تمام كماله فغنى لنا خارج الفصل... على غير العادة..
*أو غنى لنفسه؛ فتبعناه نحن نغني لأنفسنا على وقع غنائه..
*كان أستاذ الحصة غائباً... وأدوات الغناء حاضرة؛ الجن... والحناجر... والطبل..
*ولم يكن الطبل سوى درج مكسور على جانب من الممر..
*وفي الممر هذا بدأ الحفل النهاري بجرأة احتار إزاءها إلى اليوم... عند تذكُّرها..
*وانطلق صوت إبليسنا المبدع يغني :
زاهي في زيك في وسامتك... آااه..
ما نحنا عايشين على ابتسامتك... آااه..
ما انت ريدنا... آااه..... ما انت ذاتنا... آااه..
ما انت نعمة ومن الله جاتنا...آااه..
*وعقب فراغه من كل مقطع تمد خلفه الشياطين مفردة (آه) صارخةً بها... إعجاباً..
*ولم يعكر صفو حفلنا ذاك إلا مقدم المدير صائحاً : الله... الله..
*ثم ضرب كفاً بكف صارخاً (بالله انتو شبه غزالي انتو؟!... قال غزالي قال)..
*وواصل بغضب (انتو شبه بشار... أبو نواس... ديك الجن)..
*فانفجرنا ضحاكين للاسم الأخير هذا كما لم نضحك طوال فترة دراستنا الثانوية..
*وضحك لضحكنا المدير... رغم إنه لا يضحك..
*وصارت المدرسة كلها تردد هذه الأغنية حيناً؛ فقد (جُنَّت) حتى الفصول العاقلة..
*وذهبنا نبحث في بطون الكتب عن ديك الجن هذا..
*فوجدناه شاعراً - مثل شبيهيه بشار وأبي نواس - منغمساً في حياة اللهو والطرب..
*ولا يأخذ أي قضية في الحياة مأخذ الجد... أبدأً..
*ولا يعجبه من الشعر الغنائي إلا الذي تتحرك له الغرائز... والأرجل... والأرداف..
*وشعرنا أن المدير ظلمنا... فلم نكن بكل السوء هذا..
*بل حتى الأغنية التي (ضبطنا) نغنيها هي أغنية سامية... راقية... محترمة..
*والآن لا شيء في عهدنا هذا إلا ويذكِّرني بديك الجن..
*فهو عهد مجنون؛ ينشغل عن قضايانا بالذي يحرك الغرائز... والأرجل... والأرداف..
*فضائيات تغني... ومهرجانات ترقص... وقيادات (تطبِّل)..
*وهموم بأحجام الراسيات الجبال (تُضرب) بالأغنيات... والتفاهات... والأمنيات..
*ولم يبق سوى أن تُبتكر وسيلة يُلهى بها الناس أثناء الصفوف..
*فيخرج من بين كل صف (إبليسه) - الذي يماثل زميلنا صديق - فيغني للواقفين..
*ويجن الصف؛ فيردد وراءه - مع مدٍّ حارق - (آاااه)..
*فإن كان التاريخ يتبدى رجلاً لظهر كظهور مديرنا ذاك صارخاً : الله... الله..
*ثم يضرب كفاً بكف قائلاً (بالله انتو شبه مشروع حضاري انتو؟!)..
*ويواصل بغضب (انتو شبه ديك الجن !!!).
assayha
|
|