من هم عكاكزة السودان : الجمهوريون أم الزبالعة ؟ بقلم إبراهيم كرتكيلا

من هم عكاكزة السودان : الجمهوريون أم الزبالعة ؟ بقلم إبراهيم كرتكيلا


08-27-2018, 02:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1535374803&rn=0


Post: #1
Title: من هم عكاكزة السودان : الجمهوريون أم الزبالعة ؟ بقلم إبراهيم كرتكيلا
Author: إبراهيم كرتكيلا
Date: 08-27-2018, 02:00 PM

02:00 PM August, 27 2018

سودانيز اون لاين
إبراهيم كرتكيلا-
مكتبتى
رابط مختصر


المرأة عندهم كالسجادة صل وأعط أخاك يصلي .
هذا المقال محاولة مقاربة بين طائفتين صوفيتين شاذليتين هما كاكزة المغرب وزبالعة السودان ، وطائفة ثالثة صوفية ممثلة في الجمهوريين في السودان .
جاء في كتاب العلامة أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني " الملل والنحل " ، تعريف الملل بأنها " جمع ملة، والمله هي الدين والشريعة "، والنحلة " جمع نحلة ، وهي الديانة المدعاة ".
قبل الحديث عن هذه النحل ، أود أن أشكر الأستاذة محاسن زين العابدين ، لأنها فكت لي طلاسم أشعار الزبالعة في مؤلفها " الزبالعة " تحت إشراف أستاذنا العلامة عبدالله علي إبراهيم ، بحيث أنني أمتلك نسخصة باللغة الأنجليزية من أصل المقال الذي صورته دار النصري للنشر بلندن ، من مقال لهيللسون في مجلة " السودان ، مدونات ومذكرات" للعام 1918 .
فمن هم العكاكزة ؟ وما هي أصل نحلتهم ، خير من يحدثنا عنهم هو زميلنا الدكتور عبدالله نجمي ، الذي عكف عليهم بحثاً تحت إشراف أستاذنا " السربوني " الدكتور محمد حجي – عليه الرحمة – في جامعة محمد الخامس بالممكة المغربية . " عرفت الطائفة في " القرن ال16- 17" بعدة أسماء ، فهم تارة طائفة يوسفية ، أتباع الشيخ أحمد بن يوسف بالمغرب الاقصى ، ومن ثم العكاكزة والعكازية الذين اتخذوا العكاز شعاراً لهم ".هذه النحلة أدخلت نفسها في صراع دام مع علماء عصرها ، بإعتبارها نحلة خارجة عن الملة والدين ، وذلك بإباحتهم للمنكر ، وإباحتهم للفروج في أذكارهم المختلطة ، وتركم الصلاة والصوم ، وإباحتهم للحم الخنزير ، ويفضلون الميته على الذبح ، وهم ينسبون عن شيخهم أنه قال لهم " افعلوا ما شئتم من المعاصي فقد تحملتكم "وبذلك فهم يستبيحون الزنى ، بحيث أنهم يشتركون في ليالي الذكر رجالاً ونساء ، من ثم يقومون بإطفاء القنديل ، ويفعلون المنكر مع النساء ، وتنسب إليهم " المرأة كالسجادة صل وأعط أخاك يصلي " وأيضا " نحن نأكل من حبة ونرقد في جبة، ونشرب من جعبة " بحيث يشتركون في الأفواه والشفاه . بل بلغ الأمر بهم أن يقدم أصحاب المذهب زوجاتهم للنوم من الضيف ، وذلك قمة الكرم .هؤلاء العكاكيزة ، بنحلتهم هذه جلبوا لأنفسهم المتاعب مع علماء عصرهم ، منهم الفقيه الثائر أحمد بن أبي محلي " صاحب المنجنيق " ومنهم الفقية اليوسي ، " صاحب رسالة العكاكزة " والمحاضرات ، والفقيه يعقوب المحساني ، والفقيه محمد بن عبدالمؤمن ، وغيرهم كثير ، حيث اتفقت جميع فتاويهم على ردة العكاكزة للحيثيات التالية:
تكفيرهم للمسلمين ورفض ذبائحهم وعدم الصلاة خلفهم ،تفضيلهم المهدي بن تومرت على الشيخين أبي بكر وعمر ، إنكارهم الصفات ،وقلب الأحاديث الواردة في المهدي على ابن تومرت.
أما طائفة الزبالعة في السودان فكفتنا الأستاذة محاسن زين العابدين عنا البحث عنهم ، لقد إستماتت في براءتهم من نحلتهم ، رغم عدم إقتناع مشرف الرسالة ببراءتهم في مقدمته ، وطلب منها لو تركت الباب مفتوحاً لغيرها .لا تنفي الأستاذة محاسن بأن بدعة الإباحة قد حدثت ، ولكن قديما ، وهي بالتالي تؤكد بأن الإباحة قد كانت .حدثتنا الأستاذة محاسن عن دور نساء الزبالعة في خدمة الشيخ والمريدين " وكانت كل نساء الزبالعة يشتركن في الذكر ، وكل إمرأة تأتي بدلكة ودهن ، وكان عنقريب الشيخ يوضع عادة خارج حلقة الذكر ، وهو يختار منهم إمرأةً لتدلكه ، والمرأة المختارة دائما تفتخر بذلك " ص188 نقلاً عن رواية الشيخ أبي القاسم من هيللسون.
وجاء عن أذكار الزبالعة ، بأنهم يذكرون جماعة ، رجالاً ونساء ، وفي نهاية الذكر يطفؤون النور ويكبسون الحور، ويختار الشيخ أجمل إمرأة لنفسه ، ويليه بقية الأتباع ( محاسن ص 186). هذه بدعة منكرة ، تصدى لهم علماء الدولة وفي مقدمتهم الشيخ فرح ود تكتوك، وحاربتهم الدولة ، وتصالحت معهم الدولة المهدية ، ,اصبحوا من المقاتلين في صفوفها .
أما عن طائفة الجمهوريين ، فيكفي بأن لهم صلاة غير صلاة المسلمين المقلدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فصلاتهم يسمونها صلاة الأصالة ، وعندهم الجهاد ليس أصلاً في الإسلام ، والطلاق ليس أصلاً في الإسلام ، وتعدد الزوجات ليس أصلاً في الإسلام ، والمجتمع الذي ينعزل رجاله عن نسائه ليس أصلاً في الأسلام ، وعندهم الرسالة الأولي والثانية ،وعندهم أيضاً بدعة الذكر المختلط ، فللجماعة منشدون ومنشدات (عبدالله فضل الله ، خالد محمد الحسن ، عصام البشير / محاسن محمد خير ، آمنة الريح ، إخلاص همد ) كل هذه الدعاوى مجتمعة ، خلقت لهم إشكالية مع علماء السودان والأزهر ورابطة العالم الإسلامي ، فصدرت ضدهم فتاوي تدحض فكرهم ، وأخيراً وبعد تربص ، أوقع الرئيس السوداني النميري عقوبة الردة في مفكرهم السيد محمود محمد طه .
المحصلة هي تقارب هذا الطوائف في الفكر والمنهج ، فالعكاكزة مغاربة ، ولا ننفي التأثير المغربي للتدين الشعبي في السودان ، طبقات ود ضيف يحفل بشيوخ متصوفة وفدوا إلينا من المغرب وكلهم كانوا أصحاب " عكاز " يا ترى هل هم بقية عكاكزة المغرب فروا إلى السودان بعد نكبتهم بالمغرب ؟
إبراهيم كرتكيلا .