ولاة أم قنابل ..؟؟ بقلم الطاهر ساتي

02:21 PM August, 20 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: بتاريخ يوليو الفائت، ولمكافحة العقارب بتلك المحلية المنكوبة، عقدوا بعطبرة ما أسموها بالورشة العلمية المتخصصة لمكافحة العقارب بمحلية البحيرة.. فالشاهد أن الأطفال الذين إنتقلوا بلدغات العقارب إلى رحمة الله محلية البحيرة ضعف من إنتقلوا غرقاً في بحيرة السد قبل أسبوع .. وبدلاً عن توفير المراكز الصحية والأمصال بالأحياء، ثم مد شبكة الكهرباء في كل أحياء المحلية و إنارة طرقها، خرجت الورشة بتوصيات أهمها تجميع المواطنين في تجمعات سكنية لتقديم الخدمات، ثم جمع العقارب الموجودة في أحياء وفيافي المحلية بغرض تصديرها ثم جمع سمومها لإنتاج الأمصال..!!

:: تأملوا تلك التوصيات.. فالسادة العباقرة عندما عجزوا عن (فعل الممكن)، وهو إنارة الأحياء والطرق وبناء المراكز الصحية وتوفير الأمصال، فكروا في (فعل المستحيل)، أي تجميع كل أهل المحلية في مجمعات سكنية ثم جمع كل عقارب المحلية بغرض التصدير وإستخلاص السموم لصناعة الأمصال .. فالإرادة هناك عاجزة حتى عن مد كهرباء سد مروي إلى ألأحياء المجاورة لبحيرة السد، ومع ذلك تعد الناس بجمعهم في مجمعات سكنية ثم تعد العقارب بتصديرها بعد نزع سمومها.. ثم أن الإرادة هناك عاجزة حتى عن توفير وتوزيع الأمصال، ومع ذلك تعد الناس بصناعة الأمصال ..!!

:: توصيات ورشتهم مراد بها تغطية فشلهم .. وفي الخاطر، كنا بأقسام التدريب عندما رافقنا العميد يوسف عبد الفتاح إلى منطقة الرميلة، و كان نائبا لمعتمد الخرطوم وكانت الرميلة متأثرة بالفضيان، فوجدنا الجزء الجنوبي للحي مغموراً ، وكانت جدران المنازل وأشجار النيم وعارضات الملعب في قلب البحيرة التي نقف على شاطئها، فوقفنا مسؤولنا على شاطئ البحيرة متأملاً سطحها، ثم إلتفت إلينا قائلاً : ( والله ياجماعة رب ضارة نافعة، المكان دا بينفع يكون حوض سباحة مفتوح)، ثم سألنا ( ولا رايكم شنو؟)..ولم يكن لنا حق الدهشة والإستنكار، فالسلطة عهدئذ كانت مطلقة وذات شوكة، وأنقذنا حبيبنا زكريا حامد معقباُ : (أي والله فكرة كويسة)..!!

:: وهكذا حال عباقرة اليوم، أي كما عباقرة الأمس، يجتهدون في تغطية عجزهم عن (فعل الممكن) بمزاعهم استطاعتهم على (فعل المستحيل).. وعلى سبيل المثال، بدولة الدنمارك غير المسلمة، وغير المحكومة بحكومة اسلامية، واحساساً بالعجز عن ترسيخ قيم التربية السليمة في نفس الأجيال، قدم وزير التربية والتعليم استقالته عندما خنق أحد التلاميذ بطة - في رحلة مدرسية - حتى الموت.. تأملوا .. موت طائر، على يد تلميذ عنيف، يتسبب في إستقالة وزير تربية وتعليم بدولة لايتباهى نهجها بالشعارات الدينية .. ولكن هنا، ما بين فشل المسؤولين وخداعهم للناس بالورش، يموت صغارنا بالعقارب والمراكب، ولا تحدثهم أنفسهم بالاستقالة، ربما لحين موت جماعى آخر ..!!

:: وبدولة اليابان غير المسلمة أيضاً، ظلت محطة قطار تعمل لأكثر من ثلاث سنوات من أجل طالبة واحدة فقط لاغير، إذ يأتي القطار صباحاً في الموعد ويحمل الطالبة ويغادر بها إلى مدرستها في الموعد ثم يعيدها إلى دارها بعد انتهاء اليوم الدراسي .. ولكن هناك، تعجز مئات التلاميذ عن الوصول إلى مدارسهم التي تبعد عن منازلهم بضعة كيلومترات في فصل الخريف، وذلك لعجز حكومتهم عن بناء جسر أو رصف تلك الكيلومترات، فييستخدمون المركب ويغرقون، ليقول واليهم : (كان لابد ان نوفر أطواق النجاة للمراكب، وكان يمكن ان نمنع حركة القوارب بدون رقيب، كل التقصير في هذه المسائل انا اتحمله بدون شك)، ثم يواصل فشله وعجزه، لحين موت جماعي آخر ..!!



fb

كنا بأقسام التدريب عندما رافقنا العميد يوسف عبد الفتاح إلى منطقة الرميلة، و كان نائبا لمعتمد الخرطوم وكانت الرميلة متأثرة بالفضيان، فوجدنا الجزء الجنوبي للحي مغموراً ، وكانت جدران المنازل وأشجار النيم وعارضات الملعب في قلب البحيرة التي نقف على شاطئها، فوقفنا مسؤولنا على شاطئ البحيرة متأملاً سطحها، ثم إلتفت إلينا قائلاً : ( والله ياجماعة رب ضارة نافعة، المكان دا بينفع يكون حوض سباحة مفتوح)، ثم سألنا ( ولا رايكم شنو؟)..ولم يكن لنا حق الدهشة والإستنكار، فالسلطة عهدئذ كانت مطلقة وذات شوكة، وأنقذنا حبيبنا زكريا حامد معقباُ : (أي والله فكرة كويسة)..!!

والله جبانيين جنس جبن وما زلتم يا الطاهر ساتي
اما يوسف عبد الفتاح فوالله ما رأيت شخصا اصغر منه عقلا واتفه تفكيرا واكثر عنصرية منه سوى البشير الحمد لله الذي اراحنا منه الي حين دخوله السجن مع بقية المجرمين