إحنا إخوات يا باشا..!! بقلم عبد الباقي الظافر

إحنا إخوات يا باشا..!! بقلم عبد الباقي الظافر


08-14-2018, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1534251953&rn=0


Post: #1
Title: إحنا إخوات يا باشا..!! بقلم عبد الباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 08-14-2018, 02:05 PM

02:05 PM August, 14 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في ليلة الإنقاذ الأولى كان الضابط المكلف باعتقال الأستاذ محمد إبراهيم، نقد سكرتير الحزب الشيوعي، حذراً جداً.. لم يسمح للأستاذ نقد بالدخول إلى غرفة نومه لأخذ أغراضه الخاصة مخافة أن يمضي إلى تحت الأرض.. لكن ذات الضابط لم يكن سعيداً حينما عاد لمقر الاعتقالات المؤقت بمكاتب البحوث العسكرية ووجد الشيخ الترابي في كامل هندامه بل ومعه حقيبة صغيرة وابتسامة عريضة.. كانت الجبهة الإسلامية في ذاك الوقت حريصة على حلق لحية الانقلاب العسكري ونفي أي ارتباط وذاك من باب التقية السياسية.

بعد ثلاث عقود من الحكم لم يجد الرئيس المشير عمر البشير حرج الاعتراف بهوية الإنقاذ وبأن الإنقاذ حركة إسلامية كاملة الدسم.. قبل ذلك وحتى وقت قريب كانت الإنقاذ "تدفن دقن" وتطرح نفسها في المحافل الخارجية بأنها مجرد تحالف وطني عريض.. وأن جماعة الإخوان المسلمين ليست سوى حزب صغير في البرلمان .. بل أخذت الحكومة موقفاً معادياً للتنظيم العالمي للإخوان والذي تصنفه مصر وبعض الدول الخليجية كتنظيم إرهابي .. لكن التغيير الصريح في الموقف يطرح تساؤلات شتى.

من المهم النظر إلى ظرفي الزمان والمكان في تحليل الموقف الجديد.. جاءت تصريحات البشير بعد أن أجمعت عليه شورى المؤتمر الوطني كمرشح للرئاسة.. لكن التأييد لم يكن سهلًا بل اقتضى عدداً من التكتيكات.. المعارضة المستترة جاءت من قيادات بارزة في تنظيم الحركة الإسلامية.. عبر هذا التصريح العاطفي ينزع البشير الغطاء من هذه المجموعات ويتمكن من استمالة إعداد كبيرة من القواعد والتي يلهب حماسها مثل هذا الخطاب.

أما من ناحية التوقيت فيأتي الخطاب في موسم الأزمات الاقتصادية.. وحينما يقرأ الموقف بتصريح للأمين السياسي للحزب الحاكم مفاده أن البشير رفض عرضاً مغرياً من دولة مجاورة كان ثمنه فقط الخروج على الكيان السياسي الحاكم تتضح الرؤية.. حكومة الإنقاذ كانت تتوقع عوناً اقتصادياً من دول الخليج الصديقة في مثل هذه الظروف الحرجة.. ذلك لم يحدث إلا بشروط فيها كثير عسف.. لهذا يبدو أن الإنقاذ ستبحث عن وجهة جديدة لا تطلب منها إزالة اللحية.. كان المسعى واضحاً في الخطة الاقتصادية التي طرحها الأستاذ معتز موسى أمام مؤتمر الشورى والتي لم تكترث كثيرًا لدعم الأشقاء العرب.

في تقديري رغم أن سياق التحليل يوضح أسباب المجاهرة بالانتماء للحركة الإسلامية.. لكن من ناحية إستراتيجية فإعادة الارتباط بين الحكومة والحركة مضرة جدًا.. في البداية يمثل الارتباط إحراججاً للشركاء من الأحزاب الأخرى والشخصيات الوطنية التي تركت أحزابها وتوالت في الحزب الحاكم.. ارتداء النقاب الإسلامي سيكلف الحكومة كثير عنت في التعاون مع حلف مصر ودوّل الخليج المحافظة والتي يجمع بينها العداء السافر للتيار الإخواني .. بل ربما يؤخر عملية انتشال السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .. أما في المدى البعيد ستخسر الحركة الإسلامية كثيراً من توريطها في تجربة حكم تواجه مطبات حرجة وأزمات متتالية.

بصراحة.. من الأفضل للإنقاذ أن تفرز عيشتها وتقدم تجربتها وتنتظر الحساب.. بل ومن المهم جداً للإسلاميين ألا ينتظروا المستقبل وهم جميعاً في مضارب الشمولية.



assayha