Post: #1 
Title: الظل !! بقلم صلاح الدين عووضة 
Author: صلاح الدين عووضة 
Date: 08-14-2018, 01:03 PM 
 
02:03 PM August, 14 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر  *فقد وظيفته بخطاب إحالة للصالح العام ..
  *بحث عن عمل آخر - وهو في حالة نفسية سيئة - إلى أن فقد كثيراً من صحته..
  *صاحب بقالة (الجرورة) كان يواسيه بعبارات رقيقة..
  *ثم يطلب منه أخذ ما يريد إلى أن تُفرج..
  *بعد فترة - وهي لم تُفرج بعد - لاحظ تغيُّراً في تعامل صاحب البقالة تجاهه..
  *هو لم يمنعه شيئاً طلبه... ولكن سلامه وكلامه صارا مقتضبين..
  *لم يعد يواسيه كما في السابق... ولا حتى يبتسم في وجهه..
  *بعد فترة أخرى حلت التكشيرة محل عدم التبسم ..
  *ثم جاء يوم اعتذر له عن تجميد (كراسته) جراء ديون عليه هو نفسه في السوق..
  *ففقد (مصدر عيشته) هو... وزوجته... وأولاده..
  *بلغ تذمر زوجته هذه مداه عقب مرور شهر على انقطاع (الشُكُك)..
  *فيوم يجود عليه بعض زملاء عمله السابق بشيء.... وأيام لا يجودون..
  *وكذلك الأمر بالنسبة لأصدقائه الذي أخذوا يتناقصون سريعا..
  *ثم فقد زوجته وأبناءه حين رجع عصر يوم بخفي حنين فلم يجد أثراً لهم بالبيت..
  *أو بالأحرى ؛ وجد آثار ذكريات مفعمة بالشجن..
  *وحان الأوان الذي فقد فيه كل أصحابه... وزملائه... ورفاق دربه..
  *وعندما كان يسير صباح يوم - على غير هدى - لاحظ شيئاً غريباً..
  *فهو ليس له ظل يتبعه... رغم الشمس السافرة في كبد السماء..
  *وتلفت نحو السائرين من حوله فشاهد ظلاً ممدوداً وراء كلٍّ منهم..
  *تملكه رعب مزلزل لم يشعر به طوال حياته..
  *جالت بخاطره أفلام الرعب الأجنبية كافة التي تحكي عن مسوخ لا ظل لها..
  *ولكنه ليس مسخاً أصيلاً... بل هو آدمي (مسخته) الظروف..
  *هم بأن يسأل المارة هؤلاء إن كانوا يرون ظله إلا أنه تراجع في آخر لحظة..
  *فقد خشي أن يُرمى بالجنون... وما أكثر مجانين هذا الزمان..
  *حين رأى رجلاً يهيم - فَرِحاً - لملم أطراف شجاعته واتجه نحوه ..
  *وما أن فرغ من شرح حكاية ظله له حتى انفجر الرجل ضاحكاً..
  *ثم غمغم بلسان ثقيل (يا عم أحمد ربنا أنه خلَّصك من همه)..
  *وما درى أن الرجل السعيد ذاك كان من (أهل الكيف)...الهاربين من دنيا الراهن..
  *لم ينم ليلته تلك في انتظار الصبح... على أحر من جمر (الواقع)..
  *ليرى إن كان ظله قد عاد إليه... أم غادر بلا رجعة..
  *توجه صباحاً إلى (كشك) الجرائد... دون ظل..
  *هناك سمع حديثاً غريباً من المتجمعين حول المكتبة..
  *قيل أن(ظلاً) شوهد ضحى البارحة فوق حافة الجسر الجديد..
  *كان ظلاً بلا (رجل !!!).
 
 
  assayha
 
 |   
 |