Post: #1
Title: لا تكذب يا سيادة الرئيس! لا تكذب! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 08-10-2018, 02:01 PM
02:01 PM August, 10 2018 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن- مكتبتى رابط مختصر
هل كنت تعي ماتقول، يا سيادة الرئيس، حين قلت في خطابك أمام مجلس شورى حزبك: “خرجنا من أخطر الظروف الاقتصادية الحالية، ورفضنا الضغوط الخارجية من أجل تركيع بلادنا، ورفضنا بيع استقلالنا وكرامتنا بأي ثمن”.
لقد أضحكت السودانيين.. و شمتهم فيك.. فبالله عليك، لا تكذب يا سيادة الرئيس، فكل من في السودان يعلم أننا نغوص بسرعة في عمق أعماق أخطر أزمة اقتصادية ربما انتهت بنا إلى مجاعة مهلكة.. و ربما تلتها ثورة جياع منهوكي القوى لكنهم يستطيعون، مجتمعين، إسقاط سقف القصر الجمهوري القديم و الجديد على رؤوس كل اللصوص المرفهين فيه..
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
حين نشرت كلمة على صفحتي في الفيسبوك بعنوان ( البشير يواصل الكذب على نفسو و علينا..!)، علق أحد القراء قائلا: " نعم هو خرج من الزنقة كان فاكر انو الشعب يثور عليه ويقلعوا من الحكم لكن الشعب ماثار عليه واتفكت زنقته.. و خرجنا قاصد بيها جماعته ونفسو " .. إن كذبك لم يتوقف عند حديثك عن تجاوز أخطر ظروف اقتصادية، إذ يتعداه إلى ادعائك أنكم رفضتم الضغوط الخارجية من أجل تركيع بلادكم.. و أنكم رفضتم بيع استقلالكم وكرامتكم بأي ثمن!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
أنتم لا تزالون تركعون أمام ترامب و شيوخ و أمراء الخليج الذين داسوا كرامتكم مرارا حتى لم تتبق لكم علاقة بالكرامة.. أما استقلال البلاد فقد مات مع رحلاتكم المكوكية إلى العديد من الدول لرهن الاستقلال بالروبل و باقي العملات!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
لقد بعتم استقلالنا و بعتم كرامتكم.. و بعتم أخصب أراضينا و لا تزالون تبيعون!
ماذا تركتم للسودان بعد بيع الاستقلالية و الأرض.. أما كرامتكم فلا شأن لنا ببيعكم لها.. و انبطاحكم أمام أصغر شيخ من شيوخ البترول..
لا تكذب يا سيادة الرئيس! و لا تتحدث عن الخروج من الأزمة الاقتصادية لأناس يعيشون أسوأ أيامها.. و هم يطاردون رغيف الخبز من فرن إلى آخر، دون الحصول عليه..؟
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
و لا تخبرنا عن الخروج من الأزمة الاقتصادية..و نحن نعاني من ارتفاع أسعار سلع استهلاكية لا تفتأ ترتفع بجنون بين يوم و آخر.. بل و بين غمضة عين و انتباهتها.. و نحن صابرون، و لا أدري لماذا نحن صابرون!
لا تكذب يا سيادة الرئيس!
أرحنا من كذبك المتواصل علينا.. و لا تضاعف مآسينا بالمزيد من الكذب و المزيد من احتقار عقولنا!
|
|