آبي احمد الجهالة وقلة الخبرة بقلم د.أمل الكردفاني

آبي احمد الجهالة وقلة الخبرة بقلم د.أمل الكردفاني


07-31-2018, 04:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1533049512&rn=1


Post: #1
Title: آبي احمد الجهالة وقلة الخبرة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-31-2018, 04:05 PM
Parent: #0

04:05 PM July, 31 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






في أول تجربة للسيد آبي أحمد ؛ أثب ضعفا كبيرة في ضبط الأداء عبر تصريحاته التي تناقلتها اجهزة الاعلام وخاصة قناة الجزيرة والتي نعرف صراعها مع الإمارات والسعودية. نقلت قناة الجزيرة الحدث بالمانشيت العريض وبالتأكيد وضعت عنوانا مثيرا مضمونه: (آبي أحمد يحرج بن زايد الآماراتي ويعلمه الإسلام). ثم فصلت الخبر كالآتي:
(قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لولي عهدأبو ظبي محمد بن زايد "لا حاجة لنا بأن تعلمونا الإسلام، فقد ضاع منكم.. ما نريده منكم أن تعلمونا اللغة العربية سريعا لنفهم الإسلام الصحيح جيدا، ثم نعيدكم أنتم أيضا إلى الطريق الصحيح".

وجاء هذا الرد في سياق حديث شخصي، عرض فيه رئيس الوزراء الإثيوبي توجهه لإنشاء معهد إسلامي، وختم بالقول "بماذا تستطيعون مساعدتنا؟". فرد بن زايد "نحن معكم بكل شيء وسنقوم بتعليمكم". فاستوقفه آبي أحمد، ورد عليه بعدم الحاجة لتعلم الدين بل اللغة.

وأضاف "قلت له لو جمعنا كافة سكان دول الخليج فسنجد أن تعدادهم أقل بكثير من تعداد المسلمين في إثيوبيا، فقال لي لماذا تذكر العدد؟! فقلت له لأن الإسلام يؤمن بالجماعة كمصدر للقوة".

وقد وردت تصريحات آبي أحمد على صفحة "إثيوبيا بالعربي" على موقع تويتر التي نقلت مقتطفات من حديثه في لقاء مفتوح للجالية نظمته منظمة بدر الإثيوبية بمدينة فرجينيا الأميركية).
السيد آبي أحمد أثبت أنه غر في إدارة العلاقات الدولية ؛ فعاطفته غلبت على عقله ، وهذه صفارة بداية بائسة جدا تذكرنا بعهد الانقاذ الأول حين تعالت شعارات:(هي لله وأمريكا روسيا قد دنا عذابها ... الطاغية الأمريكان...)... ثم خطابات العميد يونس محمود التي تطاير منها بصاقه تجاه دول الخليج. ونحن اليوم نرى تداعيات مثل تلك الخطابات التي يمكن ان تجد المئات من الرجرجة والدهماء الذين تستثيرهم العاطفة الدينية فيهللون ويكبرون ، ثم بعد ان تتهاوى السفينة غرقا ينقلبوا على أعقابهم نادمين. ولكن بعد فوات الأوان.
يبدو أن آبي أحمد لم يفهم كيف تدار الحوارات الدولية وضوابطها والالتزامات الملقاة على عاتق اي مسؤول بوجوب ضبط كلماته الى أقصى درجات الحيطة والحذر.

أولا: بادئ ذي بدء من ضوابط الحوار بين المسؤولين مع الدول الأخرى هي عدم الاسترسال في التفاصيل. لأن كثرة الكلام توقع في أخطاء فادحة. إذا كان هناك طلب فقدمه بشكل مختصر جدا. أما التوغل في آراء شخصية تجاه الدين او خيارات الطرف الآخر في سياساته الداخلية والخارجية فهذا محظور تماما.
فلنتذكر كيف أن البشير تحدث عن السفيرة البريطانية التي حاولت ان تعطيه أوامر فأعطاها (البركاوي) .. طبعا هذا كلام غير معقول ، فلا يوجد سفير يعطي أوامر لرئيس دولة حتى لو كان سفير دولة عظمى ، هناك اتيكيت يتعلمه السفراء لتمثيل دولهم وهناك ضوابط محددة للحديث مع الرؤساء الآخرين.
ثانيا: ما الذي استفاده آبي أحمد من حديثه السلبي عن دولة أخرى تحاول تقديم المساعدة لدولته؟ لا شيء. بل ربما تضرر كثيرا لو تعاملت الإمارات بجدية مع تصريحاته.
إدارة الدول لا تحتمل بطولات هشة حتى ولو كانت بعاطفة دينية خالصة. فللدين مجاله ولإدارة مصالح الدول مجالها.

ثالثا: الحوارات التي تتم بين زعماء الدول هي حوارات سرية ، وخاصة إذا تضمنت تفصيلات لمسألة معينة. آبي أحمد حاول اثارة قلة من بعض الأثيوبين الحمقى في أمريكا على حساب مصلحة دولة كاملة وشعبها. لقد هلل وكبر له هؤلاء...ثم ماذا بعد؟. لقد ورط شعبه في بث بذرة عداء بينه وبين دول الخليج بدون اي مبرر منطقي او عقلاني ينطلق من المصلحة القومية العليا.

رابعا: لقد تحدث آبي أحمد عن الاسلام مع الإمارات ورغبته في تعليم الشعب الأثيوبي اللغة العربية ليعودوا ويعلموا الخلايجة الاسلام. ورغم مافي هذا الكلام من تهافت وسذاجة ، لكنه مضر أيضا داخليا ، بل وقد يثير فتنة بين الاثنيات الاثيوبية المختلفة وربما حتى يستخدم سياسيا لضرب التجربة الدموقراطية الاثيوبية في مقتل.

خامسا: هل الإسلام مشكلة أثيوبيا الأولى والجوهرية؟ حقيقة هذا خلط شديد لأولويات الدولة الأثيوبية التي تعاني من الفقر الشديد وضعف البنيات التحتية الصحية والتعليمية والقانونية ، ..الخ. إن قلب الاولويات هو اخطر ما يمكن ان يقوم به من يدير دولته ، انه يشبه من يذهب الى قرية فقيرة لا تملك مركزا صحيا ولا مدرسة ولا وسائل اتصالات ويبني لهم مسجدا فخما ليتقرب به الى الله.

إن آبي أحمد يحتاج لتدريب طويل وشاق في إدارة الدولة قبل ان يدير اثيوبيا بالفعل ، لأن تجربته على الشعب الأثيوبي ستضر بهذا الشعب كما حدث من تجربة حكم الاسلامويين في السودان... وأعتقد انه لا يتمنى ان يحدث له ذلك.