اليد الإماراتية ! بقلم أيمن الصادق

اليد الإماراتية ! بقلم أيمن الصادق


07-27-2018, 05:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532710039&rn=0


Post: #1
Title: اليد الإماراتية ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 07-27-2018, 05:47 PM

05:47 PM July, 27 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]



نتابع منذ فترة الإهتمام الإماراتي بمنطقة القرن الأفريقي ، والذي إجتاحته لأغراض مختلفة في نفسها وبأساليب عديدة ؛ وذلك من خلال الاتفاقيات التنموية مع الدول ، أو من خلال صفقات سريعة ومشبوهة لإدارة او استئجار الموانئ البحرية ، وتشغيل المطارات ، وتجاوز الأمر دول القرن الأفريقي لموريتانيا أيضآ ... ولا يُخفي علينا أن هذا التمدد (الإماراتي) يتعلق بسياسة انتهجتها مؤخرآ وذلك لحاجتها لخلق نفوذ في المنطقة ، ويكون موازيآ لحركتها ومركزها الإقتصادي في المحيط ، وكما ذكرت هنا – بنصف الكوب – غداة إعلان الحصار على قطر ، أن السعودية والإمارات أصبحتا على حقيقة أقلقتهما ؛ وهي أن لا نفوذ لهما في المنطقة ، وأن الحصار على قطر هو بنهايته محاولة من الإمارات والسعودية لتحجيم النفوذ القطري الدولي ، والمتمدد في المنطقة ، والذي صنعته على مر سنوات ، من خلال حركتها بالعديد من الدول ، ومبادراتها المختلفة في السودان وجيبوتي والصومال ومصر ودول آسيا ؛ والتي أسهمت في ان تجد منها نفوذآ خلقت من خلاله صوتآ مهمآ لها ، وكما أن القاصي والداني يعلم صلتها وعلاقتها بالتنظيم العالمي (و الذي يربك الحياة في العديد من الدول بالمنطقة ) ! .
إزداد الحركة الاماراتية بالمنطقة بعد حصار قطر ، وكانت هنالك محاولة لضم ارتيريا لدول الحصار ، الامر الذي حمل وزارة الاعلام الارتيريه للنفي وأن لا صلة لها بأمر الحصار ، ونعلم جميعآ أن العلاقة الارتيرية القطريه قديمة ؛ لذا كان الأمر بالنسبة للإمارات أشبة بالتحدي ( ضرورة التوقف عند ارتيريا ووضع يدها عليها ) .
وعندما وصل آبي أحمد لمنصبه في أبريل الماضي وبعد امتناع جيبوتي عن تأييد حصار قطر ، وإلغاء عقد شركة موانئ دبي معها كثفت الامارات من اتصالاتها بإثوبيا واعلنت مباشرة عن تخصيصها مبلغ ثلاثة مليار دولار ، منها مليار دولار كوديعة للبنك المركزي الأثيوبي لحل مشكلة ندرة العملات الصعبة ؛ لعمل اثيوبيا على الكثير من مشاريع التنمية القومية بها ، وملياري دولار في شكل منح واستثمارات بها ، وأيضآ قد نجحت الامارات في وضع يدها على ميناء عصب بإرتيريا ونقلت إليه الكثير من المعدات والآليات والاسلحة ، وهو قد خلق متنفس لإرتيريا التي تعاني الحصار ، الأمر الذي عده الكثير من المراقبين كسر للحصار المضروب على ارتيريا بالقرار الأممي 1902 ؛ لأنه بالأخير ستحصل ارتيريا على هذه الاسلحة ( بعد انتهاء حرب اليمن ) ، وهو أمر من جهة أخرى يقلق الجارة جيبوتي التي أزعجها التحرك الإماراتي تجاه ارتيريا من جهة ، وأيضآ التواصل الاثيوبي الارتيري من أخرى .. ومعلوم أن من يمسك بملف الوساطة على مر السنين بين جيبوتي وارتيريا هو قطر التي تحاربها الامارات والسعودية في كل نفوذها .

وكما إعتدت في كل الشخصيات السياسية أو التنفيذية حول العالم ؛ بالإمتناع عن منحي درجة الإعجاب الكاملة ( كل الإعجاب ) بالشخصيات مهما كانت فلسفتها أو انجازاتها ، و اسلوبها في إدارة الأمور ، وآبي أحمد هو بالطبع إحدى هذه الشخصيات ؛ فالبرغم من انني تحدثت عنه هنا بكثير من الإعجاب ، واثنيت على العديد من تحركاته وتصرفاته ؛ إلا انه كغيره من السياسيين والتنفيذيين ستكون له سقطات وإخفاقات ( وهي الطبيعة البشرية ) ولكن للأسف بعض هذه السقطات معيبة وقد تمثل نقطة سوداء في المسيرة كلها ، وبرأيي أنها قد حدثت مع آبي أحمد في التكريم الإماراتي ( الأوسمة ) الذي قبله مع جاره أفورقي الثلاثاء بأبوظبي !
ومَنْ يكرم مَنْ سادتي ؟؟ !
دولة مبدأها شراء الذمم ، والبحث عن النفوذ من خلال التلويح بالدولارات ، وتمارس الاغراء بمختلف أساليبه، و دولة كل تاريخها القريب والبعيد هو الصيد بالصقور ، وضرب الخيام على الصحراء ، فتمرحلت – بفضل أموال النفط – وتطاولت في البنيات ( فقط ) ؛ لتدعو دولة ذات تاريخ وحضارات ، وإرث ، وإمبراطوريات وتقويم وشعوب وثقافات وقوميات وكل شئ لتكرمها ؛ لمجرد خطوة في المسار الصحيح ، وخطوة إتخذها آبي أحمد انطلاقآ من اتفاق الجزائر عام 2000 - وعندها كانت الامارات تفرغ من التنازل عن قيمها المجتمعية مقابل أن تستقطب أكبر عدد من الشخصيات العالمية - واستجاب لها الجانب الارتيري ، ولكن تأبي نفوس تجار الذمم إلا ان تدعوهم ( أفورقي بجدة ) ، ومعه آبي أحمد بأبوظبي للتكريم ، صدقآ لن استغرب منحهما الأوسمة ؛ إن كانت من جامعة الدول العربية ، او حتى مجلس التعاون بإعتبار أنها كيانات تضم عدة دول ، وهو أمر قد يكون ( مُشرِف ربما ) ، وبالتوازي مثلآ اذا كان التكريم من الإيقاد ، أو من الإتحاد الأفريقي مثلآ ، ولكن قبول الأوسمة الاماراتية لمجرد تصالح بين شعبين شقيقين ، وكأنها المشرف أو المراقب والوصي له انعكاسات وإشارات خطيرة على مستقبل البلدين مادامت اليد الإماراتية عليهما ، وبهذه الصورة التي تقول : انظروا نحن نسيطر على الوضع هناك أيضآ ، ونحن نشتري ونستحوذ على كل شئ ! .