الشيخ أحمد مالك .. عندما يرحل الصدّيقون بقلم الطيب مصطفى

الشيخ أحمد مالك .. عندما يرحل الصدّيقون بقلم الطيب مصطفى


07-26-2018, 02:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532611829&rn=1


Post: #1
Title: الشيخ أحمد مالك .. عندما يرحل الصدّيقون بقلم الطيب مصطفى
Author: الطيب مصطفى
Date: 07-26-2018, 02:30 PM
Parent: #0

02:30 PM July, 26 2018

سودانيز اون لاين
الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ونُفجع مجدداً برحيل أحد الصديقين، نحسبه كذلك، ولا نزّكيه على الله.. نُفجع ونتألم ليس حزناً لفراقه فحسب، إنما إشفاقاً على دين الله أن يفقد أحد أخلص خلصائه وأجهرهم صوتاً وأقواهم عزيمة وحماساً لإعلاء رايته وخفض ما عداها من ضلالات، بينما يبقى - ويا للحسرة - كثير من أتباع الشيطان يغرسون خناجرهم الصدئة في أحشاء ديننا!

نعجب لتصاريف القدر التي لا نفهم كُنهها وأبعادها، لكننا نُسلّم بقضاء الله وقدره، ولا نقول إلا ما يرضيه سبحانه فهو المتكفّل بإتمام نوره ولو كره الكافرون.

كان أحمد مالك على الدوام يتصدى لقيادة وتنظيم التظاهرات التي تقام لنصرة قضايا الإسلام في كل مكان في العالم، فما من موكب أُقيم حول المسجد الأقصى إلا وتجده في مقدمته وما من لقاء لنصرة المستضعفين أو إغاثتهم في أرض الإسلام إلا كان من منظميه والحاشدين له فقد كان شعلة متقدة من الحماس الدافق لا يهدأ ولا يكل ولا يمل ولا يستكين أو ينهزم أمام دعاة الباطل.

لن أنسى دوره في إنشاء جبهة الدستور الإسلامي التي عمل لها بالليل والنهار إلى أن أنجز مع بعض القيادات الإسلامية مسودة محكمة لذلك الدستور ظل يُنافح عنها ويُدافع وستشهد له إن شاء الله يوم يقوم الناس لرب العالمين.

أكثر ما يُخيفني على مستقبل هذه البلاد تسلّل الصادقين خلسة واحداً بعد الآخر من دنيانا أو من مجتمعنا الذي تنتاشه أخطار كثيرة تُحيط به من كل حدب وصوب، فقد أفزعنا غياب شيخ صادق عبد الله عبد الماجد قبل أشهر قليلة، وها هو شيخ أحمد مالك يُغادرنا من غير وداع، وأمامي سلسلة من أهل العلم والذكر والفضل الذين غادروا دنيانا فأي مصير ينتظر بلادنا بل وعالمنا الإسلامي، وقد رحل كثير من الصادقين في أوقات مُتقارِبة وضُيِّق على كثير من الصالحين والمُصلحين وتزايد بنو علمان وأهل البدع والأهواء المسنودين بقيادات سياسية محلية وخارجية غريبة عن دين هذه الأمة وقيمها العليا؟.. نعم .. لم يقتصر رحيل المصلحين والحرب عليهم على بلادنا، وإنما صاحَب ذلك إعصار آخر من موجات التغريب والليبرالية والتبعية لأعداء الأمة هبّت على كثير من ديار الإسلام، فهلا استجمع دعاة الإسلام قوّتهم لمُواجهة ذلك الإعصار العلماني الكاسح؟

ما هزّني هزّاً عنيفاً وأقض مضجعي وزلزَل كياني أن لا أسمع بمرض أحمد مالك رغم أنه ظل طريح الفراش لفترة قاربت الشهر، فماذا دهانا أيها الناس وأين تكمُن المشكلة ليغيب خبر مرض رجل أمة في وزن أحمد مالك عن (الصيحة) وعن الصحافة الورقية والإلكترونية التي باتت تحتفي بكل من هبَّ ودبَّ وتتابع أخبار من يستحقون ومن لا يستحقون، بينما تسكُت عن ذكر أحمد مالك الذي إن كان إعلام الدنيا قد تجاهله، فإنه سيكون مذكورًا في الملأ الأعلى بإذن الله.

رحم الله الشيخ الثائر الغيور على دين الله أحمد مالك وأسكنه الفردوس الأعلى مع الصدّيقين وعوَّض الإسلام في بلادنا من يسد ثغرته ويُجاهد جهاده ويبذل بذله إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


assayha