ماذا نقول ؟!! بقلم صلاح الدين عووضة

ماذا نقول ؟!! بقلم صلاح الدين عووضة


07-25-2018, 02:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532524893&rn=0


Post: #1
Title: ماذا نقول ؟!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-25-2018, 02:21 PM

02:21 PM July, 25 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*ما عاد هناك ما يمكن أن يُقال..

*كل شيء قلناه... وكتبناه... ورسمناه..... ونزفناه..

*فعلناه بمداد الحرص أولاً... ثم الأسى... فالألم... فالدمع؛ وهذه أسوأ المراحل..

*أسوأ مرحلة تعبر عن أسوأ وضع في تاريخ السودان..

*وتحرياً للدقة نقول: لم يفقه وضعٌ سوءاً إلا ما كان أيام الخليفة... مجاعة سنة (6)..

*والآن بلغ السوء ذروته... كل شيء انهار..

*الاقتصاد... الجنيه... السوق... الصحة... التعليم... المعيشة.... والنفسيات..

*ونفسيتي لم تسمح لي البارحة بكتابة أي شيء..

*فكل شيء قلناه... وكتبناه... ورسمناه... ونزفناه؛ فكان صيحةً في وادي الصمت..

*لا أستطيع أن أكتب؛ خاطبت رئيس التحرير بذلك..

*أكتبوني عندكم محتجباً... أو معتذراً... أو منسحباً.... أو حتى متمرداً؛ قلت..

*فضحك - التاي - ثم طفق (يلاوي)... غير متقبل للفكرة..

*أكتب أي حاجة... فإن تعذر فأي كلام... فإن تعذر فأي كلمة من الأرشيف..

*وإذ يقول ذلك؛ فهو يتمنى أنْ لو يحتجب هو نفسه..

*فالذي يغيظ - أكثر من سوء الأوضاع وانهيارها - (تخانة) جلود بعض أهل الحكم..

*فهؤلاء أغرب مسؤولين أنجبتهم السياسة على مر التاريخ..

*لا إحساس... لا شعور... لا حياء... لا اهتمام... لا كفاءة... ولا قدرة على التصرف..

*لا أحد منهم يتصرف الآن؛ فقط يتفرجون... وهم (مستمتعون)..

*فما دامت أمورهم (ماشية) فلا شيء يهم..

*لا وقود ينقطع عنهم... ولا غاز... ولا خبز... ولا ماء... ولا كهرباء... ولا (مصاريف)..

*وكل الذي قدر عليه وزير المالية الجلوس مع (الكذابين)..

*ثم يعود من عند كلِّ كذاب بخفي حنين... لا دعم... لا منحة... ولا حتى (سلفية)..

*وجزاه الله خيراً - على أية حال - على هذا التعب..

*فآخر زمنك - يا بلادي - يصير وزير ماليتك متسولاً بعبارة (لله يا محسنين)..

*أما الآخرون فلا يشغلون أنفسهم حتى بهذا الهم..

*الخزانة فارغة... الخزانة ملآنة... لا يهم؛ المهم أن جيوبهم غير فارغة..

*ونثريات أسفارهم جاهزة في أية لحظة... بالدولار..

*أما الشعب فهو أصلاً (لا في الحيري ولا في الطيري)... بتعبير أهلنا الشوايقة..

*وأقسم بالله أن حكم المستعمر لم يكن بهذه اللامبالاة..

*والدليل؛ البنى التحتية - في زمنهم - التي ما زالت باقية إلى الآن..

*وذكريات كنا نسمع الكبار يجترونها عنه... باحترام..

*وقصاصة أرشيفية من إدارة الكهرباء تحوي اعتذاراً عن قطع مؤقت ليوم واحد..

*الآن الشعب لا يستحق حتى مجرد إخطار لبرمجة (شهور)..

*فماذا نقول؟!... كل شيء قلناه... وكتبناه... ورسمناه...... و(نزفناه)..

*والجلود حين تكون في سمك جلد التمساح لا تحس..

*و(التماسيح) حين تلتهم كل شيء - وهي بمأمن من العقاب - لا تحس..

*ورئيس تحريرنا حين نعتذر له لا يحس..

*ويضطرنا إلى أن نقول اليوم (حاجة)........ وننزفها..

*فماذا نقول غداً ؟!!.




ssayha