15 عاماً على الغياب عَلِي المَبرُوك: قِبيل دُخريِكِن عَلِي* بقلم محمد المبروك

15 عاماً على الغياب عَلِي المَبرُوك: قِبيل دُخريِكِن عَلِي* بقلم محمد المبروك


07-20-2018, 08:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532114529&rn=0


Post: #1
Title: 15 عاماً على الغياب عَلِي المَبرُوك: قِبيل دُخريِكِن عَلِي* بقلم محمد المبروك
Author: محمد الامين على المبروك
Date: 07-20-2018, 08:22 PM

08:22 PM July, 20 2018

سودانيز اون لاين
محمد الامين على المبروك-
مكتبتى
رابط مختصر



في مثل هذه الأيام من العام 2003م وفي ساعات الفجر حين يكون قرآن الفجر مشهودا ..
"ان قرآن الفجر كان مشهودا"
اسلم الوالد علي المبروك الروح إلى بارئها بعيدآ عن مرابع الأهل الأقربين قريبآ من اهله في عموم البادية الغربية وكان مسافرآ قادمآ من امدرمان في رحلته السنوية حين تهب رياح الخريف في كردفان ..
قريبآ من مضارب الأسلاف في قوز التمامي رقد رقدته الأبدية.. ولم يخلف وعده مع اشقاؤه الفزار وقجيري فلحق بهم بذات الصورة ..
"لا نموتُ على الفراش كما تموت العِير"
التعبير البليغ للصحابي خالد بن الوليد.
ودُفِنَ هناك في حمرة الوز.

وعلي المبروك هو الإبن الاكبر ضمن ثلاثة هم أبناء محمد المبروك الجد وهم المرحوم ادم الفزار وقبره في النهود والمرحوم احمد قجيري وقبره في مدينة سبها الليبية.

ومن جهة الأم هم أبناء الحاجة فاطمة بت محمد ود حسن 'يابا جد' وكان فارسآ في زمانه قلده الضابط البريطاني جائزة لشجاعته منقطعة النظير وكانت ابنته الحاجة فاطمة(فطيطينة) تحتفظ بها تذكارآ حتى وفاتها خريف 1998م.
و امها "مكة" بت الحاج محمد علي ود حشر وكان رجلآ مهابآ ذو نائحة في اهله وابنه هو الحاج ادم الذي اشتهر بالكرم حتى ضرب بقدحه المثل.

بدأ الراحل علي المبروك حياته مبكرآ كعادة أهل البادية ولكنها-حياته- كانت سجل للمغامرات والسفر الدائم ومن ثم الإلتزام الصارم الذي وضعه على نفسه كمصلح إجتماعي من اوائل الذين تعلموا وسط اهلهم..

كان داعية تعليم لا يكل ولا يمل في وسط ينظر للتعليم المدرسي كأنه نوع من الترف، وهو في سبيل ذلك الهدف لا يبخل بماله ابدآ.
ثم كان رسول تعايش اجتماعي بين مكونات البادية الغربية ولذا ظلت داره بامدرمان بدون باب حتى، تجد فيها كل الطيف القبلي..
تجد في داره الكواهلة والزنارخة وبني جرار ومنهم اسلافه الاوائل والكبابيش وحمر وله بين كل هؤلاء معارف وأصدقاء وصحاب.

بدأ حياته عازفآ لآلة اللافونيوم في سلاح الموسيقى ثم ترك الفكرة وان كنت اراه يحن إليها ويطرب للمارشات العسكرية ويعرفها بالتفصيل ويستمتع بالحديث عن الآلات الموسيقية من ساكسفون وترومبيت وهذا اللافونيوم الذي كان يعزف عليه آلة نادرة اظنها انقرضت الان.

عمل، بعد ذلك، بالتجارة بين مصر والسودان وكان ضمن الأوائل الذين ساهموا في تأسيس "سوق الريافة" وهو سوق ليبيا الآن.
ثم عمل في تربية وتجارة الماشية تخللتها سنوات اغتراب في ليبيا والمملكة العربية السعودية.

كان رياضيآ ملتزمآ جانب فريق الهلال واذكر زيارة سجلها له بعض لاعبي الهلال في وكالته الكبيرة في سوق ابوزيد نحو العام 1992م.

لم يكن سياسيآ منظمآ ولكن حين هبط معتلي الضمير من لم تكن ليهم قيمة بدون سلطة، هبطوا بالسلطة فكانت فرصتهم للتنفيس عن امراضهم واغراضهم الرخيصة .. اعني اولئك الذين تسلقوا الإنقاذ في بداياتها واتخذوا من مستويات الحكم المحلي عشآ باضوا فيه وافرخوا.

حينها اتخذ موقفآ ناقدآ واضحآ من إنقاذ الترابي الاولى وظل عليه حتى اتاه اليقين .. لم يأبه للمصاعب الجمة التي واجهها ومنها مصادرة ممتلكاته في سوق أبوزيد وعدم تعويضه بحجة إعادة تنظيم السوق.. ومع ذلك لم يحمل علي الذين نفذوا قرار المصادرات سوى الرثاء والشفقة وكأنه يتمثل قول الأستاذ؛
"ومراد النفوس أصغر من أن نتعادى فيه او نتفانى .."
إذ كان بطبعه، وحسب فلسفته في الحياة التي عايشناها، لا يهمه من قليل او كثير أمر المال تجده غنيآ ثريآ في الشتاء فقيرا معدمآ في الصيف.

لو كان له شعار فهو العطاء والعطاء دائما . ولو كان له قدوة فهو الصحابي الجليل سعيد بن عامر ..نسيجٌ وحده.

اللهم أرحم علي المبروك عدد الزهور عدد الورد بقدر جميل عطائه وسيرته العطرة بين اهله والناس واجعل قبره روضة من رياض الجنة في الفردوس الأعلى ببركة هذا اليوم المبارك..
وظلِل قبرهُ بالغمام واجعله من اصحاب اليمين نهار يوم الساعة..ذلك ما كانت تردد والدته في الأسحار دائمآ؛
"يا الله، علي وداعة..
من البَلِي والساعة"

اللهم أمين.
[email protected]
___
*من مقطع شعري بدوي لاحدى قريباته الشاعرات تفتقده ..تقول
قبيل دخريكن علي،
بجيب طاريكن طري.