قانون القومية اليهودية-تقعيد الوهم بقلم د.أمل الكردفاني

قانون القومية اليهودية-تقعيد الوهم بقلم د.أمل الكردفاني


07-20-2018, 06:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532107266&rn=0


Post: #1
Title: قانون القومية اليهودية-تقعيد الوهم بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-20-2018, 06:21 PM

06:21 PM July, 20 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






صادق الكنيست الاسرائيلي بأغلبية ليست كبيرة على قانون القومية اليهودية. وقد ركز القانون على استخدام مصطلح الشعب اليهودي في اغلب مواده كالنص على ان دولة اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي ، والنص على ان ممارسة حق تقرير المصير في دولة اسرائيل حصرية للشعب اليهودي.
هذا القانون في الواقع - ولأي شخص له خلفية قانونية بسيطة- هو ليس قانونا بالمعنى الذي يمكن ان يمثل مجموعة قواعد ملزمة لتنظيم مسألة ما ؛ فهو ليس أكثر من محاولة لتقعيد الوهم ؛ اي صب الوهم في قوالب من القواعد القانونية. وتفسير ذلك ان القاعدة القانونية يجب ان تعتمد في بنائها على عناصر محددة تحديدا دقيقا ، فالقانون ليس شعرا ولا لوحة سيريالية ، وذلك لأن القانون حينما يهبط الى منطقة التطبيق يجب ان يكون قابلا بذاته لتفسير القاضي له بحيث يلامس الى حد كبير الحقائق على ارض الواقع. الا ان هذا القانون اقرب الى الاعلان الرمزي ، وهو فوق ذلك استخدم رمزية ضبابية جدا ؛ وهي مصطلح الشعب اليهودي. بالتأكيد هناك اشكالية كبيرة في تحديد معنى الشعب اليهودي وهل اليهودية تعني دين الشعب مع العلم بأن هناك اسرائيليون كثر من اللا دينيين والعلمانيين ، بل أن هناك كثير من الاسرائيلين يمتلكون قناعة بأن الشريعة اليهودية نفسها غير قابلة للتطبيق في عصرنا هذا ، فلا يمكن مثلا تطبيق قواعد استعباد المدين لسبع سنوات كما ورد في التوراة . وهذا ليس حديث فقهاء وضعيين بل حتى حاخامات توصلوا عبر دراسات طويلة الى هذه النتيجة المستنيرة جدا. فما المقصود بالشعب اليهودي؟
وفقا لكتاب عبد الوهاب المسيري فإن مسألة تحديد الهوية اليهودية لم تجد لها حل حاسم ، فهي ما بين التأصيل الإثني والتأصيل الديني ؛ ويقول انه قد طرحت تصورات عدة لمصدر يهودية هذا اليهودي الخالص منها النظر الى الجنس اليهودي باعتباره عرقا مميزا وأنها مسألة تتعلق بالدم ويرى فريق آخر أنها مسألة تتعلق بالتاريخ والتراث المشترك. وسرد المسيري انزياح هذه الاشكالية من حقلها الثقافي الى الحقل القانوني عبر القوانين المختلفة التي صاغتها الحكومات الاسرائيلية المختلفة حيث فشلت هذه القوانين في تحديد من هو اليهودي. ونجد في قانون العودة الاسرائيلي لسنة 1950 والمعدل عام 1970 انه قد اعطى اليهود حق القدوم الى اسرائيل ويسري القانون على من ولدوا يهودا (أي ابناء او احفاد اليهودية من طرف الأم) ، ومن هم من أصول يهودية (أي ابناء واحفاد اليهودي) . وقد تدخلت المحكمة الاسرائيلية العليا كثيرا في منازعات تتعلق باشكاليات خلقها هذا التمويه الاصطلاحي. نلاحظ ان قانون الجنسية تهرب من هذا المصطلح واستخدم مصطلحا آخر وهو (الاسرائيلي ، أو الوالدين الاسرائيليين..الخ). بل واجاز القانون لمن يبقى في اسرائيل لمدة ثلاث سنوات متتالية من خمس سنوات ويتكلم العبرية ، ان ينال الجنسية الاسرائيلية
وبالتأكيد هذا يعني ان هذا القانون سيخضع للتعديل حتى يتم حل هذا التعارض بين القانونين. ولكن التعديل ليس بالأمر السهل لأنه إما ان يتم الغاء مصطلح (الشعب اليهودي) تماما أو الغاء قانون الجنسية الاسرائيلي تماما. وهذا غير متصور. في ظل مجتمع اسرائيلي متعدد الاعراق والمواقف من اليهودية نفسها.
أخير لو تخيلنا تخيلا طريفا ؛ أن كل الفلسطينيين فجأة وبصوت واحد اعلنوا اتباعهم لليهودية ، فهل سيدخلوا في اطار حماية قانون القومية اليهودية؟
قيل بأن هناك حزبا مسيحيا معاديا لليهود تكون في احدى دول اوروبا بغرض محاربة الوجود اليهودي ؛ واستطاع هذا الحزب استقطاب العديد من المتطرفين المسيحيين ، ولما شعرت المنظومة اليهودية بالخوف من تمدد هذا الحزب اجتمعت قيادتهم وسألوا انفسهم: كيف نصبح مسيحيين؟ وهكذا دخل جميع اليهود في تلك الدولة في المسيحية فأنهار الحزب لانتفاء غرضه الاساسي وفقدان الهدف الذي انشيء من اجله ، وحينها عاد اليهود الى دينهم.