التمادي في إحراج الرئيس..!! بقلم عبدالباقي الظافر

التمادي في إحراج الرئيس..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-19-2018, 01:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1532005166&rn=1


Post: #1
Title: التمادي في إحراج الرئيس..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-19-2018, 01:59 PM
Parent: #0

01:59 PM July, 19 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل انتخابات ٢٠١٥ وأثناء انعقاد جلسة المجلس القيادي للحزب الحاكم طلب الشيخ علي عثمان فرصة للإدلاء برأيه..وقتها اختلف المجتمعون حول ضرورة إعادة تقديم المشير البشير كمرشح رئاسي..تجلي شيخ علي وعاد لأيام القضاء الواقف وقدم مرافعة قلبت موازين المعادلة ..بعدها خرج الدكتور أمين حسن عمر وهو يقول أكرهنا علي عثمان على المضي في ذاك الاتجاه ..لكن تمضي الأيام وتدور الدوائر وأمس الأول وإبان انعقاد القطاع السياسي يرفع عبد السخي عباس نائب دائرة الكلاكلة بَنَانَه مقترحًا التوصية بإعادة انتخاب البشير..ويفوز الاقتراح بالإجماع السكوتي .
قبل تشكيل حكومة الحوار الوطني كان عبدالسخي هذا يرأس القطاع السياسي بولاية الخرطوم ..لكنه حشر نفسه في شأن اتحادي يتعلق بتقسيم حقائب الحكومة القادمة..لم يجد المهندس إبراهيم محمود نائب رئيس الحزب إزاء هذه الهرجلة إلا أن يوجه بطرد عبدالسخي من ذاك الموقع .. منذ ذلك التاريخ والرجل يبحث عن خانة أو تصريح يرده لدائرة الأضواء..لكن المفارقة المحرجة تمثل المسافة الفاصلة في التجربة ما بين عبدالسخي عباس والشيخ علي عثمان محمد طه.
في البداية لا يحتاج المشير البشير لمجهودات عبدالسخي إن قرر تغيير موقفه الرافض للتجديد ..الحزب الحاكم لديه مؤسسات تدرس بعناية كل الخطوات اللازمة لتحديد المرشح الرئاسي..ولا ينبغي لأمر بهذه الأهمية ان يأتي في بند عنوانه (أشياء أخرى) ..ذات المحاولة غير المدروسة سببت أذًى جسيمًا للحزب الحاكم يوم أن رفعت مثل هذه التوصية في اجتماعات هيئة الشورى وسقطت بإجماع واسع لأنها تسللت عبر النافذة ولم تدخل عبر أبواب المؤسسات..بذاك التصرف غير المدروس كاد عبدالسخي أن يتسبب في إحراج الرئيس البشير إن لم يتحل المجتمعون بفضيلة الصمت الجماعي.
من المهم جدًا أن تتعلم أجهزة المؤتمر الوطني عمل المؤسسات..التجديد للبشير لدورة سادسة يقتضي تعديل الدستور في المقام الأول..من العيب طرح أي رؤًى سياسية لا تتواءم مع الدستور الساري..بل يصنف هذا التصرف الأخرق تحت بند ازدراء الدستور..الأمر الثاني أن ذات التجديد يحتاج لتعديل لوائح الحزب..من الحكمة أن تعدل اللوائح بهدوء حتى لا يعتبر الأمر تفصيلًا بالمقاس ..كذلك من الأهمية بمكان أن يأتي الاقتراح من الجهة المعنية في الحزب الحاكم وفي الآجال الزمنية.. وأي استباق لهذه الآجال يعتبر في خانة الأساليب الفاسدة ..القطاع السياسي يقر أنه استبق الأجهزة الأخرى وفي توقيت مبكّر للغاية.
في تقديري أن مقترح عبدالسخي يأتي في إطار التشويش على الحرب على الفساد.. الآن كل أجهزة الدولة حددت هدفها المركزي والآني في مطاردة القطط السمان ثم من بعد ذلك التماسيح والنمور. حينما يخرج القطاع السياسي بمثل هذا المقترح يكاد يصور الحرب على الفساد بأنها مجرد دعاية انتخابية ..الأمر الثاني أن هنالك جهات في الدولة تأخرت في سلم الهرم القيادي فتحاول عبر هذه الآليات إقناع الرئيس شخصيًا أنهم الأكثر مودة والأشد ولاءً وأنهم معه فيما قال وفيما سيقول.
بصراحة.. على الرئيس البشير أن يقطع الطريق على المزايدين، وعلى الدكتور فيصل حسن إبراهيم أن يحسم مثل هذه التفلتات وإن تدثرت بلافتات الولاء للسيد الرئيس ..البشير لا يحتاج لمثل هؤلاء الهتيفة إن أراد التجديد مرة أخرى.


assayha