إحباطات أخلاقية ... !! بقلم هيثم الفضل

إحباطات أخلاقية ... !! بقلم هيثم الفضل


07-18-2018, 06:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531892737&rn=0


Post: #1
Title: إحباطات أخلاقية ... !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-18-2018, 06:45 AM

06:45 AM July, 18 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح –

على نطاقٍ واسع في الأيام الماضية تم تداول فيديو على وسائط النشر الإلكتروني ، على الأغلب مفبرك عن حالة إغتصاب تعرَّضت لها فتاة ، بواسطة سائق دراجة نارية في حي المنشية المُترف بالعاصمة الخرطوم ، وثار اللغط الذي أعتبره جائز ومشروع بالنسبة للقيَّم التي يستند عليها المواطن العادي والمُتعلِّقة بأعراف وتقاليد هذا الوطن وأمته حتى ولو كان ذلك في نطاق ما يمكن أن نُطلق عليه (أخلاقيات الجريمة) ، شأنها في ذلك ما عُرف منذ القِدم بأخلاقيات الحرب وقيَّمها الإنسانية ، فليس من السهل على الإنسان السوداني خصوصاً ذلك المنتمي إلى حِقبٍ سابقة لما يحدث الآن من تدني أخلاقي وقيَّمي عام ، أن يستوعب أن حالة الإنحطاط واليأس التي أحاطت بالمجتمع جرَّاء ما يُعانيه من ويلات شتى قد أوصلته لدرجة أن تُرتكب جريمة إغتصاب في الشارع السوداني العام دون أن يشعر أو يلتفت أو يعترض أحد ، وتلك دلالة أخرى على أن طغيان سمة (الوحدانية) و(التقوقع) الإجتماعي بالنسبة إلى ما كان عليه الحال قبل أمدٍ ليس ببعيد في مجال إتسام هذا المجتمع بالجماعية والتلاحم والتعاضد والتراحم الأسري والإجتماعي ، من يصدق أن الشارع السوداني قد يصبح خالياً من مارٍ أو وجيع أو حتى مُتسكِّع من أولي الهِمة لدرجة أن يطمئن أحد المجرمين بالحد الذي يجعله يفعل الفاحشة إغتصاباً وفي وضح النهار ، ما علينا من كل ذلك لكنها خواطر ذكَّرتني أيامنا الخوالي التي نقول في التعبير عن صفة الأمان المجتمعي فيها أننا تربينا في الشارع أكثر مما تربينا في البيوت ، فلما كنا أطفالاً كانت أمهاتنا يتخلَّصن من إزعاجنا في البيوت بطردنا إلى الشارع ، الذي كان عامراً بمن يمثِّلون الأمهات والآباء و الإخوة من المارة ، والذين لم يكونوا يتوانون لحظة عن توبيخك وتأديبك وأحياناً عقابك على خطأ إرتكبته بلا خوف ٍولا وجل ، أما في عهدنا هذا حيث إنعدمت المروءة والقدوة الحسنة وأصبحت أخبار الكبار من أصحاب النفوذ والسلطة والمتهجمين على المنابر الدينية والعلمية لا تنقطع عن عامة الناس موصومةً بشنائع الأفعال والأقوال ، ويأتي ضمن أقل أصنافها تأثيراً في واقع الإحباط العام داء الفساد والسرقة والمحسوبية والتعدي على المال العام وحق الدولة والشعب في الخروج من هذا المأزق الكبير ، مضافاً إلى ذلك إنعكاسات الظلم السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، وإحتكار المصالح والتنمية في دائرة المنتمين للحزب الحاكم والموالين من المُطبلين والمصلحيين ، ورفد الأوساط الرأسمالية والمهنية والثقافية والرياضية والطوعية عبر داء التمكين والمصلحة اللحظية بأناسٍ دنَّسوا القيِّم والأخلاقيات التي بنى هذا الشعب آفاقها عبر قرون ، لكل ذلك كان من الطبيعي أن يتقبَّل الإنسان السوداني المُحبط ما يتم تمريره من عجائب لم نكن نصدق أنها كانت ستنجح في لفت إنتباهه حتى (كإشاعة) في سودان القيَّم والأخلاقيات الذي ولى ، االلهم لا راد لقضائك ولكن نسألك اللطف فيه .