انتهى !! بقلم صلاح الدين عووضة

انتهى !! بقلم صلاح الدين عووضة


07-17-2018, 02:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531832583&rn=0


Post: #1
Title: انتهى !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-17-2018, 02:03 PM

02:03 PM July, 17 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


* كان قد (هرم).... )من أجل لحظة تاريخية)..

* ولكنها حين تحققت لم يسعد بها مثل سعادة أحمد التونسي..

* فقد كان يتمنى أن يُكتب له طول العمر... مذ كان شاباً يحب الحياة..

* يحبها بمباهجها... وحسانها... وأسمارها... و(دكَّايها)..

* وتحقق لابن منطقتنا ما أراد... حتى بلغ من الكبر عتياً..

* وطفق رفاق دربه يتساقطون واحداً تلو الآخر وهو سائر في الدرب... لا يتوقف..

* لا يتوقف حتى عند (استراحاته) المخصصة لالتقاط الأنفاس..

*استراحة الأمراض... والأسقام... والوعكات..

* ولكن الدرب بدا وكأنه بلا نهاية إلى أن انتبه إلى أنه أضحى بلا (رفيق)..

* فقد مات أنداده جميعاً ولم يبق له من يؤنس وحشة مشواره..

* وبدت الحياة من حوله غريبة عليه... وعنه... ومنه... بكل الذي كان يعشقه سابقاً..

* فالأشياء لم تعد هي الأشياء ؛ ولا الأزمان... والأشخاص..

* فما عاد العمدة - مثلاً - هو الآمر الناهي وفقاً لما هو ممنوح له من سلطات..

* وما عادت السواقي تسهم في (أوركسترا) الطبيعة..

*تسهم بأنغام نأيها الحزين إلى جانب الخرير... والحفيف... والتغريد... والهديل..

* وما عادت مساير (الشَعر) محفزاً من محفزات (الشِعر)..

*من محفزات التغني بانسدال الليل على جبين القمر لحظة النهوض من الخدر..

* وما عاد (الدكاي) يضاهي المشعشعات... شعشعةً..

*مشعشعات تغزل في تماثلها لعين الديك أبو نواس وأمثاله..

* وما عاد (البوبلين) هو الكساء الذي يحق لمن يرتديه أن (يقدل) في سوق الاثنين..

* وأمسى يتمنى الموت الذي كان يكرهه..

*يتمنى الذي لطالما زجر كل ذاكر له في المجالس... والمساجد.... وحتى المقابر..

* وبقدر مقته للموت زمان...... صار يحبه الآن..

* وطفق يتحدث كثيراً عن حيرته إزاء الذين يعشقون (طول البقاء)..

* ويغمغم بكلمات من أغنية ترثى لحال من لم يبق له - من الدنيا- سوى الذكريات

*أغنية نوبية في قدم النخيل... والدكاي ... والسواقي..

* وما كان يعلم - وأنَّى له - أن المعنى ذاته ورد في قصيدة لشاعر جاهلي شهير..

* فقد قال زهير بن أبي سلمى من قبل :

*سئمت تكاليف الحياة ومن يعش... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم..

* وشبهه بعض مثقفي شباب البلدة بالديناصور..

*ديناصور انقرض كل بني جنسه... وبقي وحده بعد انتفاء مقومات البقاء لأمثاله..

* وما زال كبار السن يذكرون ما استشعره من سعادة حين صادف (اللافتة) أخيراً..

* لافتة غيبية لا تراها الأبصار إلا حين (تشخص)..

*أما ما كُتب عليها فهو (انتهى المشوار !!!).

assayha