فكر التنصل ... !! بقلم هيثم الفضل

فكر التنصل ... !! بقلم هيثم الفضل


07-17-2018, 05:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531802034&rn=0


Post: #1
Title: فكر التنصل ... !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-17-2018, 05:33 AM

05:33 AM July, 16 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح –

نعم فلنتفق أن السِمة العامة لحال أغلب الناس في سوداننا هذا و يومنا هذا ليس أقل وصفاً من كونها فقراً مُدقعاً على أحسن حال توصف به ، غير أن هذا الإنسان السوداني الذي ما زالت تسكن دواخله فضائل الشموخ و التعفف و الكبرياء ما زال يكابد و يجاهد حتى يظل صامد الطود عزيز النفس أمام ذاته قبل الآخرين ، هذه هي الأغلبية العامة و التي يمكن بطريقة أو بأخرى أن تشق طريقها في الحياة على الصعوبات و العنت بالجهاد و المثابرة و الصبر و الصمود ، لكن ماذا عن فئات أخرى هي في الأصل تعاني من نواقص مادية و معنوية و لا تستطيع رعاية حقوقها و مكتسباتها الحياتية في ظل الأوضاع العادية دون مساندات خارجية داعمة تبدأ بالأسرة و يتوسطها المجتمع المحيط و تكون الدولة ضلعها الأخير ، أولئك هم أصحاب الإحتياجات الخاصة من المعاقين و المصابين بأمراض مزمنة و مانعة من العمل ، و المشردين و العجزة و مجهولي الهوية ، و النازحين الداخليين من أولئك الذين أهلكت الحروب زرعهم و ضرعهم ، فأنتشروا في بقاع الأرض يبتغون لقمة العيش و الأمان و الستر ، هذه الفئة هي الأكثر تأثراً بما يحدث الآن من مآلات الإنهيار الإقتصادي العام بالبلاد على تعدد أسبابه و أوصافه ، والذي إنعكس في ما نراه من الصعوبات المعيشية التي يعانيها جل السودانيين من غير المتمرغين في جاه السلطة بالنفوذ أو بالفساد ، و لا يخفى على حصيف ما آل إليه أمر الغلاء و الذي إستشرى في أضابير الأسواق غير مفرِّقٍ بين ما هو من الضروريات و بين ما هو من الكماليات فكل شيئ أصبح عندنا خاضع لقانون السوق المشوب ب################ة الجشع و الطمع و الفوضى التي ترعاها الحكومة و كأن لها مصلحة في ما يدور ، و ذلك عبر إصرارها على تبني نظرية السوق الحر ، في بلد يأكل أهل أحيائه الهامشية الدجاج النافق و يكدحون طيلة يومهم للحصول على وجبة واحدة قوامها ماء الفول وبضعة أرغفة ، أصحاب الإحتياجات الخاصة و المشردين و النازحين ، و العجزه و مجهولي الهوية ، لايمكن أن يستقيم أمرهم ، دون تعاضد المجتمع عبر منظماته على إختلاف تخصصاتها و مسمياتها مع الدولة التي على ما يبدو إستمرأت إعمال ( فكر التنصل ) من الواجبات الرئيسية و التي يأتي في مقدمتها إزكاء روح القانون و حماية المستضعفين في الأرض بالتنظيم و المراقبة و النفوذ و التدخل في الحالات الطارئة ، كيف يستكثر القائمون على أمر إدارة الإقتصاد و التجارة في هذا البلد تحديد أسعار السلع الضرورية و دعمها و حمايتها من مخاطر الإحتكار و المضاربة ، فبفضل تحسين الوضع المعيشي لعامة الناس ستزدهر تلقائياً أنماطاً من التعاون و التعاضد و التكافل الإجتماعي بما يفيد تلك الفئات التي لن تستطيع تحقيق مصالحها دون وجود مجتمع معافى و لو بصورة نسبية ، خصوصاً و أن فضيلة التكافل الإجتماعي عندنا في السودان هي في الأصل موروث ثقافي و تراثي زاده الدين رسوخاً في النفوس .. بإختصار وفِّروا أسباب الحصول على لقمة العيش الشريفة و لو كانت متواضعة .. و أتركوا أمر تقاسمها بالتكافل للشعب السوداني كريم الخصال و السجايا .