الإستلاب الثقافي الإجرامي .. !! - بقلم هيثم الفضل

الإستلاب الثقافي الإجرامي .. !! - بقلم هيثم الفضل


07-15-2018, 07:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531637083&rn=1


Post: #1
Title: الإستلاب الثقافي الإجرامي .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-15-2018, 07:44 AM
Parent: #0

07:44 AM July, 15 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


البُعد (التكتيكي) عن المضامين ، واللهث المجتهد والمثابر خلف المظاهر وتقديس الشكليات لدى كل حكومة أو إدارة هو مؤشر لا يقبل الشك في كون دائرة الفشل العام قد إتسعت بالقدر الذي تحتاج فيه الحكومة أو الإدارة المعنية إلى (ستر عوراتها) بالمظاهر ، وذلك لإلهاء الجمهور عن سوء المنظر والنتانة في الجوهر ، في الأيام الماضية تجتهد مجموعات من رجال شرطة النظام العام في تقصي ومتابعة من يلعبون لعبة (الليدو) في الموبايلات بالشوارع والأماكن العامة ، وقيل أنهم قد يلقون القبض على اللاعبين وربما صادروا الهاتف الذي تتم بواسطته فعاليات اللعبة ، في الوقت الذي يتسائل فيه البسطاء في هذه البلاد عن ما تقدمه الحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة وإنتشار المخدرات وإتساع دائرة مواردها وسوقها ، و قد أصبح أمر تطور الجريمة في السودان وخصوصاً في العاصمة الخرطوم مشهوداً ومُثبتاً عبر ما تتناوله الصحف والأجهزة الإعلامية كل فينةٍ والأخرى ، ولا غبار من أن نعترف بالمجهودات المُقدَّرة التي تبذلها الأجهزة الشرطية في إطار سرعة الكشف عن ملابسات تلك الجرائم والقبض على مرتكبيها في أزمان أغلبها قياسية ، لكن هذا لا يمنع أن يتساءل الناس عن الدور الرائد للشرطة وأجهزتها بتخصصاتها المختلفة في إطار منع وقوع الجريمة من حيث الأساس ، وذلك من باب الوقاية خير من العلاج ، على المستوى الشخصي أتوقع أن لا يفوت على الهيئات الأمنية العليا في البلاد ما يمكن أن تسببه حالة الإختلاف الكلي في الثقافات والسلوكيات والرؤى الكلية بين الأجانب الذين دلفوا إلى البلاد في السنوات الأخيرة بكميات كبيرة وبين أدبيات وثقافات وسلوكيات المجتمع السوداني ، فحتى الجرائم الشنيعة التي وقعت في مجتمعنا في أزمنة ماضية أو حالية بإعتبارها سوابق مسجَّلة وموثَّقة لحالة الثقافة الجرمية للمجتمع ، لم تعرف ولم يُلاحظ في تفاصيلها الواقعية ما تمتاز بها جرائم الوافدين الأجانب التي تم حصرها في الآونة الأخيرة ، بما يدفع بالسؤال عن حالة الترتيبات الأمنية المتَّبعة والمتعلِّقة بمتابعة الأجانب بعد وصولهم وإستقرارهم من ناحية أماكن السكن والإشتراطات المفروضة على إجراءات إسكانهم ، فضلاً عن تجديد المعلومات الخاصة بالمهن التي يمارسونها ونشاطاتهم المختلفة ، وأقول لو فرضنا أن هذه البلاد التي أقعدها الفساد والتغول بإسم النفوذ والسلطة على مواردها وطاقاتها المختلفة على علاتها ، مازالت لديها إمكانيات أمنية قادرة على فرض قداسة الأمن في الشارع السوداني ، فالأولى والأجدى أن يتم (توفير) ما يُصرف على الحملات الخاصة (بمناهضة) لعب الليدو في الشوارع ، أو مطاردة ستات الشاي والباعة المتجولين من المجبورين والمجبورات على ممارسة هذه المهن ، أو من يقومون (بتقييم) الحالة الأخلاقية لفتياتنا في الشوارع بما إرتدينه من أزياء ، لصالح ضبط حركة الوجود الأجنبي المُتكاثف في العاصمة وإغلاق الأبواب أما الأسباب التي يمكن أن تتطوَّر بها الثقافة الإجرامية في بلادنا ، عن طريق ما يقوم به الأجانب الموجودين من نشاطات غير شرعية وبأدوات وأساليب لا يعرفها تاريخ السوابق الجُرمية الموثَّق في السودان ، ترى هل من إلتفات .