الدعوات لأفرقة السودان..بلا فرش بقلم د.أمل الكردفاني

02:18 PM July, 05 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

نعم هناك عنصرية تجاه الانسان الاسود سواء من الدول العربية او من الدول الاوروبية او غيرها. وهذا شيء مدغوم في العقل البشري ، لقد كان العلماء الاوروبيون امثال داروين وغيره يقومون بوصف الانسان الاسود بأوصاف سيئة جدا. واخر من فعل ذلك ترامب نفسه. اذن فالعنصرية ليست عربية فقط كما يحاول البعض تصويرها ، فحتى الأفارقة يمارسون العنصرية من نواح شتى ضد بعضهم البعض ، ولا أدل على ذلك من عمليات الابادة والتطهير العرقي التي وقعت بين السود انفسهم في الكثير من الدول الافريقية. بل حتى بالنسبة لنا فالعنصرية متوفرة بين جميع مكونات القبائل المختلفة على نحو ثقافي لأن ذلك ارث انتقل من جيل الى آخر.
بالنسبة لأفرقة السودان فهذا لا مانع منه ؛ نعم نحن داخل قارة أفريقيا شئنا أم ابينا ؛ لكن هذا وحده ليس كافيا لاجتثاث الثقافة العربية بالكامل من الشعوب السودانية. ليس كمبرر منعدم بل حتى كإمكانية تطبيقية. ما يعرفه السودانيون عن الشعوب الافريقية اقل بكثير جدا مما يعرفونه عن الدول العربية ، نسبة الانتقال والسفر الى الدول العربية اكبر بكثير جدا من الانتقال والسفر الى الدول الافريقية. نسبة المغتربين في الدول العربية اكبر بكثير جدا من المغتربين في الدول الافريقية. نسبة استماعنا للاغاني العربية اكبر بكثير من استماعنا للاغاني الافريقية. نسبة معرفتنا بالعواصم العربية أكبر بكثير من العواصم الأفريقية. نسبة امكانية استدانة الحكومات السودانية من الحكومات العربية أكبر منها من الدول الافريقية. نسبة امكانية التعامل مع الشعوب العربية من خلال اللغة العربية واسعة الانتشار اكبر من امكانية تعاملنا بلغات افريقية مختلفة ومحدودة. إذن ففكرة أفرقة السودان على انقاض تطهير الثقافة العربية تبدو لي شائكة جدا وربما مستحيلة. لا مانع ان نبني لأفرقة السودان ان كان ذلك ما اجمعت عليه الشعوب السودانية ولكن ليس الأمر عبر اعلانات وصراخ اجوف وعداءات مفتعلة تصل حد العداء لكلمة او حرف عربي منقوش على لافتة بائع صعوط. هذا اعتبره خللا عقليا واضحا لأنه نعرة..والنعرة هي ثورة عمياء بلا عقل. والثورة العمياء بلا عقل مرض يجب علاجه.
لا مانع ابدا ان نعمل ليس على افرقة السودان بل حتى على امركته وتغيير اللغة المشتركة الى الانجليزية الامريكية ، ولكن لابد من مبرر منطقي لذلك اولا ، ولابد من تقييم الفوائد من ذلك التغيير ، وثالثا وأهم شيء ، التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى لتحقيق ذلك.