البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي

البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي


07-03-2018, 04:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1530588150&rn=0


Post: #1
Title: البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
Author: اسعد عبد الله عبد علي
Date: 07-03-2018, 04:22 AM

04:22 AM July, 02 2018

سودانيز اون لاين
اسعد عبد الله عبد علي-العراق
مكتبتى
رابط مختصر









دخلت سوق الداخل وقت الظهيرة, وهو سوق يقع في إطراف مدينة الصدر (الثورة), وكان الطقس شديد الحر, وكنت مصمما على شراء بطيخة كبيرة كي يفرح الأطفال بها, اخترقت السوق والذي عمد أهله على جعل جزء من الشارع مكانا لعرض سلعهم, وتم هذا التجاوز بعلم السلطات التي تأخذ الرشوة وتسكت, فالدينار له وقع السحر حيث يغير القناعات ويقلب المواقف, وتمسك الباعة بالشارع بدل السوق يعود لقناعتهم التجارية, بان عرض بضاعتهم في الشارع يحقق لهم مبيعات اكبر.

لفت انتباهي رجل عجوز قرب جدار السوق حيث تتواجد أكداس النفايات, حيث شاهدته وهو يجلس قرب النفايات ويبحث بينها عن ما يمكن ان يؤكل, فان وجد شيئا وضعه في كيسه, وقد وجد بصلا وبعض الطماطم, بلد النفط هذا حال أبنائه, يبحثون في النفايات عن ما يحفظ كرامتهم ويسد جوعهم, تبا لكل الساسة وأحزابهم العفنة, التي بددت أموال العراق على شهواتها وملذاتها, وتركت الفقر يتسع ليصبح كبحر هائج يبتلع ألالاف.

بعد سير حثيث بين البسطيات وجدت تلال من البطيخ زاهي اللون, والبائع صاحب البطيخ ملتحي وملامح التقوى واضحة, أعطتني انطباع انه احد العباد مجهولين الاسم, وقررت ان اسأل عن السعر, فقال لي بصريح العبارة ( الحكة بألفين دينار), و"الحكة" هي وحدة خاصة لبيع البطيخ وتساوي أربعة كيلوغرامات, فتعجبت من السعر وقالت كلمة واحدة "معقولة"!

فحلف بكل المقدسات انه اقل من سعر باقي البائعين, واقسم جاهدا انه ليس طماعا ولا غشاشا وكل ما يطلبه الربح القليل ورضا الزبون, ثم راح يحدثني عن نوع البطيخ الذي يبيعه, وانه النوع الأفضل في السوق, واقسم علي الا ان اشتري منه, وحلف مرات لا تعد من أني أنا الرابح من هذه الصفقة (صفقة البطيخ).

الحقيقة الرجل الملتحي جعلني اصدق كل كلمة مما يقول, فالتدين يشع من عينيه, فأخرجت محفظة النقود ودفعت له وان اشعر بالرضا, ووضعت البطيخة في كيس نايلون وعدت مسرعا للبيت, هربا من هذا الحر الذي لا يطاق, فقد سمعت ان الحرارة تجاوزت الخمسين درجة, لكن الحكومة تتكتم على الموضوع, فهي على الدوم خائفة من كل شيء وكما يقال المثل المصري (( ألي على رأسه بطحه يحسس عليه)).

فرح الأطفال بالبطيخة الكبيرة, وناشدوني ان نأكلها حالا, فجلبت السكينة وشققتها نصفين, فإذا بها بطيخة فاسدة, انزعج الأطفال, وحزنت كانت خيبة أمل لا توصف, وضعت نصفي البطيخة في كيس ورميتها في برميل القمامة, الحقيقة ان المؤلم في الموضوع هو الغش, فعلى الرغم من ان طقوس الدين تتوشح بها اغلب مدننا, وعلى الرغم من مشاركة الأغلبية في السلوك الديني الظاهري, لكن ينخر في مجتمعنا الانحرافات السلوكية, والتي تمثل وجه باطني مخيف يناقض الوجه الظاهري المنير, والغش احدها! فلا يهمهم الحلف بالمقدسات ما دام يجعلهم يبيعون أكثر, وان غفلت عنه لحظه خسر الميزان, كذب وغش وخيانة يتكرر مع كل صفقة بيع, ويتباهون الباعة فيما بينهم بطرق مكرهم وخداعهم للناس, فتيقنت ان علينا الانتباه دوما فنحن في غابة.

شيوع الكذب ليس مقتصرا على الباعة في السوق, بل هي حالة عامة, تبدأ من رأس هرم بالدولة العراقية وتنتهي الى أصغرها كبائع البطيخ في سوق الداخل, وقد قيل سابقا "ان صلح الحاكم صلحت الأمة, وان فسد الحاكم فسدت الأمة", فتصور معي فساد طبقة الساسة بكاملها, وفساد جميع أحزاب العراق, فهل تنتظر ان يكون الشعب حالة مغايرة لساسته وأحزابه؟ فالإمراض الثلاثة (الكذب-الغش-الخيانة) مستشرية في بلدنا! وما يحصل لنا من نكبات سببها هذه الإمراض, وعندما أفكر بعلاجها أجده أمر يقارب المستحيل, لان الحل يكمن في أمرين غير ممكن تحققها خلال عشرين سنة قادمة: الأول تواجد حكومة شريفة, والثاني تحول القانون من حالة الموت الى الحياة, عندها فقط ينصلح حال البلد, وتنير القيم الأخلاقية في سماء الواقع اليومي للمجتمع.

عسى ان يحدث أمرا ما خارج التوقعات, ويعيد سير القافلة من حالة التيه الى الطريق الصحيح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي

العراق – بغداد

mailto:[email protected][email protected]


Post: #2
Title: Re: البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله
Author: الفتاح
Date: 07-03-2018, 05:21 AM
Parent: #1

Just as you see it , and so it's. The Sudanese society has been corrupted
by these dishonest, corrupted, ,amoral psychopathic Islamist who exploit
religion for their political agenda . But the blame should not solely be put them
The blame should also be put on those who provide the platform for these amoral psycho killers
to continue on with their genocidal warfares and oppression. The people who are trying
to whitewash these inhumane war crimes should know that you can not
Make a bad onion a good onion, nor can you make a bad egg a good egg, or bad watermelon a good
watermelon . Once spoiled, it's un-reversible. It has gone for forever, no coming back
If you can do that, you may as well state you possessed the power to resurrect the dead
A renown Sudanese revolutionary leader once, stated, NIF , The national Islamic government
is deformed beyond reform, you can not deal with an amoral government of psychopathic killers
Who can not be appeased or reason with. Believe me the worse is yet to come if people can not
wake up to their senses and remove these Islamic psychopaths from power

Post: #3
Title: Re: البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله
Author: شطة خضـــراء
Date: 07-03-2018, 07:39 AM
Parent: #2

بالله عليكم يا أخونا أسعد عبد الله كيف نشتري ونأكل البطيخ بالسعر المعقول إذا كان أمثال ( الفتاح ) دخلوا في عالم السياسة والفصاحة طولاً وعرضاً ،، وأحوالهم إما المريسة والخمول والكسل والسكر والمجون ،، أو الثرثرة التافه التي تليق بالشعوب البدائية المتخلفة ،، أو الهجرة من أجل المجون والفواحش في بلاد العالم ،، ثم ذلك المصير المحتوم حيث الموت غرقاً في أعماق البحر الأبيض المتوسط ،، وقد ظهرت المهازل في هذا البلد يوم أن ظهر أمثال ( الفتاح ) الذين تركوا الزراعة والإنتاج ،، وتركوا العمل في المونة والأسمنت والخرسانة ليخوضوا في السياسة كما يفعل الأسياد !!،، وهم أجهل الناس فوق وجه الأرض في عالم السياسة .. ومن المضحك جدا عندما يحاولون الجلوس في مجالس الرجال أن نشاهد الشقوق في بواطن أقدامهم تعشش فيها العقارب والعناكب والخنافس ،، ورغم ذلك يتطاولون فصاحة وهم أبلد الناس ثقافةً ,, وأجهل الناس علوماً ،، وأرخص الناس فوق وجه الأرض .

وقد صدق الشاعر محمد أحمد محجوب حين قال : ( هذا زمانك يا يا مهازل فامرحي ،،،، لقد عد كلب الصيد في الفرسان !!! ) .

شطة خضـــراء

Post: #4
Title: Re: البطيخ و المجتمع بقلم الكاتب اسعد عبدالله
Author: الفتاح
Date: 07-03-2018, 08:04 AM
Parent: #1

بالظبط كدا يا شطة، كلامك في محله. هكذا تثبت لي الشعوب السودان و العالم كلها عن وحشيتكم و عنصريتكم ضد الانسان الأسود . واذا تستمر الحالة بهذة الحروبات الاباديةو الظلم و العنصرية العرقية بعد شوية ما حتقدر تشتري بطيخة ولا شطة ذاتو ما حتلقاها.