المغضوب عليها ...!! بقلم الطاهر ساتي

المغضوب عليها ...!! بقلم الطاهر ساتي


06-24-2018, 01:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529843382&rn=0


Post: #1
Title: المغضوب عليها ...!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 06-24-2018, 01:29 PM

01:29 PM June, 24 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



____________

:: ومن شر البلية، شن مدير عام وزارة الصحة بالخرطوم د.بابكر محمد علي، هجوماً على المواطن الذي قام بنشر صور للتقصير الطبي وتردي بيئة العمل بمستشفى بحري، وكشف عن فتح بلاغ في مواجهته بنيابة جرائم المعلوماتية بحجة نواياه في التشهير، مُضيفاً بلا حياء: (سنوقف هذا الشخص في حدوده لعدم اتباعه الخطوات الرسمية لتوصيل شكواه)، ثم أصدرت وزارة الصحة قراراً بمنع تصوير المرضى بالمستشفيات.. غضب بابكر يجب أن يشعل وسائل التواصل بالصور (المغضوب عليها).. وكما يخدعون أنفسهم والناس بالتلفاز والإذاعة، فلا تخرج عزيزي القارئ – مريضاً كنت أو مرافقاً – من أي مرفق صحي ما لم تفضح عجزهم وفشلهم بكاميرا هاتفك..!!

:: وقبل سنوات، كتبت الصحف عما سمّته بضحايا الأوكسجين بمستشفى بحري.. وكانت قد نقلت تقريراً بالنص: (لقد أفادنا الدكتور مزمل الاختصاصي المناوب بأن هناك ثلاثة توفوا بسبب نقص الأوكسجين).. وتم تشكيل لجنة تحقيق، وقبل أن تُكمل لجنة التحقيق تحقيقها، سلمت إدارة مستشفى بحري الدكتورة مزاهر – كاتبة التقرير – خطاب الاستغناء عن خدماتها قبل أن تصدر لجنة التحقيق تقريرها.. نعم، فالطبيبة التي قالت شهادتها لله – ثم وثقتها في دفتر أحوال تلك الليلة – كانت كبش فداء تلك القضية.. ولذلك لم يكن مدهشا أن يصبح المواطن – ناشر صور التردي – كبش فداء أيضاً..!!

:: ولمعرفة مدى تأثير هذا الحدث على الآداء بمستشفى الخرطوم بحري، قصدت صباح الجمعة – منذ الثالثة وحتى الخامسة – مع أحد أصدقائي، أقسام الحوادث بمستشفى بحري.. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فالمرضى ومن يرافقونهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولا تُميز المريض عن المرافق ما لم تسأل.. وكلهم ينتظرون من يأخذ بيدهم إلى حيث الطبيب (الغائب).. بعضهم يصارع المرض في أقسام الحوادث ذات الروائح الكريهة بالداخل، والبعض الآخر يُصارع النعاس والإرهاق أمام الحوادث الغارق في مستنقعات المياه وتلال أكياس النفايات بالخارج..!!

:: تجولنا في أقسام الحوادث ذات الروائح الكريهة، وكذلك في الحوش القذر لحد تراكم أكياس النفايات فوق بعضها بجوار المرضى والمرافقين.. وما لم تكن مُعطلة كإرادة وزارة الصحة وعزيمة إدارة المستشفى، فإن كاميرات المراقبة التي في ردهات الحوادث وثقت تجوالنا، إذ تعمدنا الوقوف أمامها أكثر من مرة..ثم تساءلنا: يُراقبون من بتلك الكاميرات – ولماذا؟ – وهم الأكثر حاجة إلى الرقابة والمحاسبة؟..ولو كانوا يراقبون أنفسهم بضمائرهم كما يراقبون الناس بتلك الكاميرات، لما سأل أحد الآباء عن أقرب مستشفى خاص، ثم يغادر بابنه المصاب عندما لم يجد الطبيب..!!

:: عنوان هذا الأب ورقم هاتفه بطرفنا، وكذلك عنوان شاب ورقم هاتفه..ربما يطالب بهما مدير عام الوزارة ليعتذر لهما عن غياب الطبيب المناوب في تلك الساعات، ثم يواصل الهجوم على من قام بتصوير أوجه التقصير والتردي والفشل والخمول بهذا المرفق غير الصحي..ومن المآسي التي وثقناها، فإن الوصول إلى أي كادر من كوادر الطب أو التمريض يستدعي أن يطرق المريض أو المرافق (أبواب موصدة)..إذ يوجهك أحد أفراد التأمين: (نايمين جوة، دق الباب دا)..ثم (انت وحظك)، أي قد يفتح لك أحد الكوادر الباب وهو يغالب النعاس وقد لا يفتح، لتطرق الباب المجاور بذات التوجيه: (دق الباب الجنبو)..!!

fb