انتهى يا غبي !! بقلم صلاح الدين عووضة

انتهى يا غبي !! بقلم صلاح الدين عووضة


06-24-2018, 01:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529843129&rn=0


Post: #1
Title: انتهى يا غبي !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-24-2018, 01:25 PM

01:25 PM June, 24 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




*من عباراتنا الشائعة (احترام الزمن)..

*ولكنا لا (نحترمه) أبداً؛ كعادتنا في قول الشيء... وفعل نقيضه..

*وما زلت أذكر تململ ذاك الخواجة من (خرمجة) مواعيدنا..

*قال لي - وهو بجواري في السيارة - إن (زمنه) ضاع جراء عدم التقيد بالزمن..

*فرددت عليه بعبارة قد يكون مندهشاً لها حتى (زمننا) هذا..

*فهي كانت ترجمة حرفية لمصطلح (احترام الزمن)... في سياق حديث عن طبائعنا..

*فإذا به يسألني - معذوراً - عن معنى هذا الكلام..

*ففي بلاده لا تجد أحداً يتكلم عن ضرورة (احترام حقوق الإنسان)... مثلاً..

*فهذه باتت مسلمات حضارية ليس فيها (كلام)..

*ومن طرائف الحديث عن أهمية الزمن ما ذكرته مرةً عن مؤتمر خاص بالزمن..

*فقد دار نقاش بين علماء عن الزمن... كمقياس للذكاء..

*أو أحد معايير ذكاء الشعوب... وانطلقت شرارة هذه الفرضية من جامعة هارفارد..

*وحين تبلورت... فكّر متبنّوها في إقامة مؤتمر (جامع) لها..

*مؤتمر يجتمع له كل المؤمنين بالفكرة... من علماء العالم كافة..

*فكانت فنزويلا الأعلى صوتاً في المطالبة باستضافته..

*وحضر العلماء إلى القاعة في (الزمن) المحدد... إلا أصحاب الدعوة..

*فقد أتى الفنزويليون (على أقل من مهلهم)... بعد ساعة..

*ثم وعدوا - من بعد الاعتذار- بأنه سيكون هناك (زمن إضافي)..

*وفي الوقت ذاته كان رئيسهم يطالب- كالعادة - بزمن إضافي... عبر تعديل الدستور..

*ثم يتحجج كالعادة أيضاً بأن برنامجه الإصلاحي يحتاج لهذا الزمن..

*وحين حضرته الوفاة بكى... طالباً (زمناً إضافياً)..

*ونحمد لله أننا في بلادنا لم نسمع بهذه الفرضية أصلاً... دعك من استضافة مؤتمرها..

*وإلا لكان المؤتمرون سينتظرون أكثر من ساعتين..

*ثم ينتظرون ساعة كاملة إلى حين أن يخلص ممثل الحكومة من كلمته الافتتاحية..

*ثم ينتظرون نصف ساعة إلى أن تصمت فرقة الفنون الشعبية..

*ثم ينتظرون ربع ساعة إلى أن تنتهي إجراءات الترحيب بمسؤول جاء متأخراً..

*وما أقوله هذا ليس فيه أي مبالغة... وإنما هو (الحاصل)..

*فالزمن بالنسبة لنا (ملحوق)...و(الشفقة تطير)...و(يا زمن وقِّف شوية)..

*والبارحة استمعت بالصدفة لبرنامج في إذاعة البيت السوداني..

*فشدني إليه أن الضيف عُرِّف بأنه خبير في (إدارة الزمن).. .كعلم جديد ببلادنا..

*فطفق يتكلم... ويثرثر... ويلت... ويعجن؛ إلى أن انتهى (الزمن)..

*وعبثاً حاول استجداء المذيع (زمناً إضافياً) لتعريف المستمع بأهمية (إدارة الزمن)..

*وكذلك تفعل أنظمة القهر حين ينتهي (زمنها) بعد طول (زمن)..

*فهي تطلب دوماً زمناً إضافياً لتحقيق ما عجزت عنه سنواتٍ... وسنوات... وسنوات..

*و(تفهم) متأخراً مثل دكتاتور تونس المخلوع... بن علي..

*وتسمع مثله عبارة (انتهى الزمن يا غبي !!!).


assayha