إذا أردتم بلدا منتجا فاوقفوا محاربة المنتجين بقلم صلاح حمزة

07:18 PM June, 23 2018

سودانيز اون لاين
صلاح حمزة-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

بمناسبة ما رشح من اخبار أن السيد الرئيس وجه بعدم اخذ الجبايات التي تعرقل الإنتاج ، و مع أن للرئيس قرارات كثيرة بهذا الشأن لم يتم تنفيذها . الا أن الأمر يعتبر إيجابيا لدعم الإنتاج و الانتاجية اذا تم تطبيقه و هي الأمور التي ينبغي أن يهتم بها لأن الدعومات التي تأتينا من الخارج ليس لها فوائد استراتيجية و لا تفيد الإنتاج و البلد في شيء . لكن السؤال هل عراقيل عدم الإنتاج و الانتاجية هي فقط هذه الجبايات و الضرائب و الجمارك ؟
للاسف الشديد هكذا حال البلد :
*** دولار ، ، يورو ،، ريال سعودي ،، درهم اماراتي ، ، لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك ..
*** غناء هابط فنانات صفاقين الات موسيقية ساوند سيستم .. بندول .. عمر عطور .. حمادة بت ..لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك..
*** محل عقارات و دلالة السيارات بيع استبدال حوازات سواقي و حوّاشات . عرض شقق مفروشة . ايجار دفارات و اجراءات العمرة .. لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك ...
*** في مجال اللعيبة و الاحتراف و توفير خدمات الفكي .. لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك ...
*** عيادات التداوي بالأعشاب و الرقية من السحر و العين و علاج القضاريف و تبييض الوجه و التخسيس .. لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك...
*** صالات الافراح ، ، ، تجهيز العرسان ، ،، الكوفير ، ، ، الزومبا ، ، الكرياتين ، ، عشبة الشيا، ، ايجار فساتين الزفاف ، ، ، لا احد يضايقك و الدخول العالية و الأرباح من حظك ...
صباح احد الايام على مدخل محلية شرق النيل... شاهدت لوحة جميلة و جمالها فى انها تعكس للشخص ان هناك اناسا مازالوا ينتجون و يقدمون انتاجهم للناس .. هذه هى الخضرة ..
لكن .. وللاسف الشديد انقلب الامر وحزنت شديدا و دمعت عيناي .. احد الشرطيين يوقف العربة ,,, الذي يثير الدهشة والحيرة كما قال لي سائق العربة ( هو مالوا زعلان ؟!) يعني كان يمكن ايقافه وهو يبتسم .
قد يقول قائل ان الشرطة تقتل الناس لكن السؤال .. كيف ؟ ربما يموت الناس من عدم الغذاء و الغذاء ربما يكون معدوما بسبب عدم الانتاج الذي قد تتعدد اسبابه ،، فمن يحارب الانتاج يكون سببا فى قتل الناس ،، لذلك فان ما يجري في نقاط مداخل المدن وتقاطعات الشوارع والدورانات و ما يحدث للمنتجين والمزارعين الذين يحملون إنتاجهم الي مواقع البيع والاستهلاك سواء كان في الاسواق المركزية او خلافه ،، والإنتاج هنا ربما يكون خضر او فاكهة او أعلاف او مواد بناء طوب او أسمنت او فحم او قصب او اي شيئ مفيد ،، نري ما يجري لهم من مضايقات وإيقاف وملاحقات وجبايات كأن القصد محاربة الانتاج وبالتالي قتل الناس ،، يستطيع اي شخص يقود عربة بداخلها اي شيئ ان يعبر بكل سهولة ، لكن اي شخص مجرد انه يحمل انتاج فى عربته فيكون عرضة للمساءلة والمضايقة والغرامة . غريبة ثقافة بلد ..!!!
قابلت احد المزارعين في احدي نقاط دخول المدينة قبل شروق الشمس بقليل و هو يحمل في عربته البوكسي شحنة من العجور الطازج اتي به مباشرة من المزرعة تم ايقافه بواسطة شرطة المرور و الجمارك و واحدين تانين كدة المهم ذهبت لامري و قضيت قرابة الساعة و عدت و وجدته قابعا بعربته في مكانه و قال لي بعد دة كان فكوني ما بقدر امشي الخرطوم السوق لانه حامشي و حيبخسو خضاري .. قلت له انت غلطان !! قال لماذا ؟ قلت له : لانك انتجت في هذا البلد الذي لا يعرف معني الانتاج .. لو ملأت عربتك هذه بفنانين و فنانات و الات موسيقية و حضرتم في هذه النقطة و غنيتم غناء هابط لحياكم المسئولين و رقصوا معكم و قالوا لكم ادخلوها بسلام امنين ..
صلاح حمزة / باحث
[email protected]

‏‫