الخُطة الوحيدة ..!!! بقلم الطاهر ساتي

الخُطة الوحيدة ..!!! بقلم الطاهر ساتي


06-21-2018, 02:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529588552&rn=0


Post: #1
Title: الخُطة الوحيدة ..!!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 06-21-2018, 02:42 PM

02:42 PM June, 21 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



:: ومن البشريات و الخيرات التي يحولها سوء الإدارة إلى نكبات وكوارث، توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة مع نشاط للرياح في مناطق واسعة بالسودان، وخاصة بولايات كردفان ودارفور و نهر النيل والشمالية، ثم طالبت الهيئة المواطنين بتوخي الحيطة والحذر، وأضافت أن على المواطنين القاطنين جوار مجرى السيول والخيران أخد التدابير اللازمة.. فالأرض في بلادنا تستقبل أمطار الخير والبركة، بالتزامن مع إستقبال سلاطين الحكومة إغاثات تركيا والإمارات والسعودية ..!!

:: وقديماً سألوا أحد الفلاسفة - و كان مُضرباً عن الزواج - عن الصفات التي يتمناها لشريكة حياته، فقال : ( لا أريدها جميلة، فيطمع فيها غيري..ولا قبيحة، فتشمئز منها نفسي..ولا سمينة، فتسد علي منافذ النسيم..ولا هزيلة، فأحسبها خيالي..ولا بيضاء مثل الشمع.. ولا سوداء مثل الشبح..ولا جاهلة فلا تفهمني..ولا متعلمة فتجادلني..ولا غنية فتقول هذا مالي..ولا فقيرة فيشقى من بعدها ولدي)، وصمت.. وتقريباً غادره السائل قائلاً : ( ح تموت عزابي)..!!

:: وهكذا تقريباً لسان حال حكومتنا وأجهزتها أمام الأجواء والمناخات والمواسم التي يتمناهاً للبلاد و شعبها وزراعتها.. فالحكومة وأجهزتها لا تريد أن يكون مناخ بلادنا ماطراً في الخريف، فنغرق بالسيول والفيضان وتستجدي الإغاثات ..ولا تريده مناخاً جافاً في الصيف، فنموت بالعطش..ولاتريده ساخناً، فنموت بالسحائي..ولا تريده بارداً في الشتاء، فنموت بالبرد.. ولحسن حظ الحكومة، لا يزور فصل الربيع بلادنا، ولو زارها - بالصُدفة - لأصدرت هيئة الارصاد بياناً تحذيرياً، كما تفعل في الخريف والصيف والشتاء ..!!

:: والمهم، هذه الهيئة تُحسن عملها برصد السحب واتجاهات الرياح ثم بتحذير المواطنين ومن يهمهم الأمر ( إن وًجدوا)، فلها التحيات والشكر .. ولكن ماذا عن بقية الهيئات والمؤسسات الزراعية والإقتصادية المناط بها إستغلال هذه الأمطار في زرع ينفع الناس والبلد، ويقيهما ذل القروض والمنح و ( الشحدة)؟.. في العام قبل الفائت، أكرمنا الله بخريف رائع، ورغم خسائر بعض أهل المدائن والأرياف، زرع الزُراع أنتج إنتاجاً وفيراً من الذرة والسمسم ..ولكن بعد الحصاد مباشرة، شرع الزراع يشكون لطوب الأرض - كساد إنتاجهم ..!!

:: وهكذا كل عام، خريفاً وشتاءً، إذ بفضل الله ثم بالأمطار وموجات البرد يكون الإنتاج (وفيراً)..ومع ذلك، يتوجس المزارع ويترقب سجون الإعسار والبيع بأثمان لا تغطي تكاليف الإنتاج، أو كما فعلوا بعد إنتاج السمسم والذرة والبصل في العام قبل الفئت ..لايوجد تخطيط لأي موسم، ونعني بالتخطيط أن تفكر الحكومة وتجتهد في رسم السياسات والخارطة الزراعية التي تجنب المزارع الخسائر وتجنب البلاد الاستيراد و الإغاثات .. نزرع بالصدفة ونحصد الانتاج الوفير بالصدفة، ولذلك لا نخرج من كل المواسم إلا بتحذيرات هيئة الإرصاد..!!

:: لو زرعوا لايجد إنتاجهم سوقاً موازياً لتكاليف إنتاجهم، فيتعسروا ويخسروأ..والحكومة التي ترفع سياسة التحرير لاتدع الزراعة لمنافسات القطاع الخاص والبنوك في تمويل الإنتاج، ولا تدع الإنتاج لمنافسات الأسواق المحلية والعالمية، بل تُكبل المنافسة ذات الفوائد الإقتصادية برسومها وأسعارها.. تكاليف الإنتاج عالية، ولهذا يخسر المزارع رغم أنف انتاجه، ولو فكر في التسويق الخارجي فأن تكاليف التصدير لاتنافس السوق العالمي.. فما الحل؟.. ليست هناك خطة لإستغلال كل خيرات بلادنا - بما فيها أمطار الخريف - لصالح الوطن والمواطن، غير خطة إستقبال طائرات وسفن الإغاثة..!!



fb