حرب الجنرال الخاسرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

حرب الجنرال الخاسرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


06-21-2018, 02:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1529588475&rn=0


Post: #1
Title: حرب الجنرال الخاسرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-21-2018, 02:41 PM

02:41 PM June, 21 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



30 زائر 21-06-2018 admin
يحكي الراوي أن مسؤولًا في وزارة المالية زار مسؤولًا سياسيًا رفيعًا بصحبة رجل أعمال شاب.. ومازال المسؤول يمتدح الطفل المعجزة الذي تمكن من الحصول على قرض من بنك التجارة التفضيلي.. ما لم يقله خازن بيت المال أن وزارة المالية كانت ضامنًا غارمًا في تلك الصفقة المريبة.. وفي يوم الناس هذا يطالب البنك الأفريقي بأمواله من ذاك الشاب وبعض من كبار رجال الأعمال.. لن يخسر البنك الإفريقي كثيرًا لأن وزارة المالية كانت الضامن لانسياب تلك الأموال في أفواه التماسيح.

أمس الأول كان الفريق الركابي وزير المالية يتحدث في جمع من منسوبي وزارته.. الجنرال الركابي حمل الشعب السوداني مسؤولية الأزمة المالية الخانقة حيث قال " الناس يحاربون أنفسهم بسحبهم أموالهم من البنوك".. وفي سياق آخر أكد الرجل أن البلاد تعيش حربًا اقتصادية.. ما يريد الركابي قوله هو تنكره لسياسة الفشل وتحميل الأوزار للشعب المسكين والقوى الإمبريالية التي تتربص بالبلد حسب تصوره.

قبل الإمعان في التفاصيل علينا الإشارة لاضطراب الرؤى الاقتصادية بين جذر الحكومة المعزولة.. قبل أيام كرمت رئاسة الجمهورية بعضًا من رجال الأعمال.. بعد يومين كان بعض المكرمين يمنعون من السفر.. أحد المحظورين دائن للحكومة بمبلغ مائة وأربعين مليون دولار.. فيما تطالبه الحكومة بنصف المبلغ في قضايا أخرى.

سأورد أمثلة إضافية لاضطراب الرؤية الحكومية.. قبل أشهر لم تكن هنالك أي أزمة سيولة.. الثقة في المصارف عالية رغم تذبذب الجنيه السوداني.. مسؤول رفيع ينتقد علنًا رجل أعمال سحب من حسابه نقدًا ما يعادل نحو ثلاث ملايين دولار.. بعدها يتحرك العقل الجمعي ليضع قيودًا كارثية بحجة حماية الجنيه السوداني.. كانت تلك السياسة الحمقاء كفيلة بكتم أنفاس المصارف وصرف الناس عنها.. هل بعد كل ذلك علينا لوم المواطن المغلوب على أمره.. لو كان الوزير شجاعًا لاعترف بفشل سياسة القبض على السيولة.

في تقديري.. أن الحكومة مع سبق الإصرار والترصد تمضي بالبلد نحو هوة اقتصادية.. مناخ الاستثمار في السودان محبط.. نخبة رجال الأعمال ما بين حبيس يشتبه في انتمائه لطائفة القطط السمان .. أو محظور من السفر بسبب قروض ضامنها وزارة المالية.. ومن هم خارج هذه القوائم ينتظرون تقلبات الدهر الحكومي.. حتى السياسات الاقتصادية، كل مؤسسة تقطع الطريق أمام أختها.. منشورات تنظيم الاستيراد تتصادم..لا توجد سياسة حكومية تشجع على الصادر.

بصراحة.. لولا أن الفريق الاقتصادي يقوده رئيس الجمهورية شخصيًا لظننت أن هنالك مجموعة معارضة تريد تقويض النظام من الداخل.. مع الركابي وإخوته لا تحتاج الإنقاذ لأعداء.

assayha